رحيل الشاعر باضاوي ابو آية مصاب جلل و فاجعة أحزنت محبيه

ما اقسى الرحيل الموجع,, ومع قسوته تستوطن عليه النفس وتألفه ويدور دولاب الحياة التي تملا فراغ العزيز بكلياتها الكبيرة وتفاصيلها الصغيرة. 

عند رحيل من يعز علينا فراقهم يصاب المرء منا بحاله من الحزن والوجع يخالطها شعور بالدهشة وعدم التصديق ولكن!!! هي اقدار الله عز وجل, اللهم لا اعتراض لحكمه. 

إن رحيل عزيز غالٍ يخلق فجوة في النفس لا يردمها الزمن, انما يبلسمها الصبر والاحتساب ، فكل نفسٍ ذائقة الموت لكن مشاعرنا البشرية غالب فيها الحزن, لكنه حزن فقد واشتياق لا تبرم واعتراض.

فالمصيبة تقتحم النفوس, وتكون غالبا قاسية بصدمتها فتنضغط المشاعر لحظة ان نفقد عزيزا ، فتحترق المشاعر بالفقد لكنها تألفه وتتعايش معه ، فمن نعم الله ان حرارة المصيبة ولذعتها يمتصها الزمن ، فنذرف الدموع مهما كابرنا ان نخفيها ونحن نعلم عدم جدواها لكنها نفثات نفسٍ تتهالك فتنهمر دموعها علها تطفي ما يحرق الفؤاد من لظى يتوقد بين الضلوع وتظل (انا الله وانا لله راجعون) بلسم تضميد الجرح ونزيف الفراق وجبر المصاب ومع ذلك يظل شريط الذكريات يمر بكل تفاصيله وحرقته يستثير احزان تستوطن الاعماق.

وعلى الرغم من بعدنا, إلا اننا كنا نتابع لما يجري عن حالة شاعر الجنوب الأول ايهاب باضاوي طيب الله ثراه وهو يرقد في العناية المركزة باحدى مشافي عدن لشهر ونصف تقريبا , وكنا نتابع ردود افعال الجميع وحكايتهم مع الفقيد ايهاب باضاوي قبل رحيله, والكل اجمع على تقاسم الفقيد حينها مع ابناء الجنوب عامة. لافراحهم واتراحهم على حدً سوا. 

يعلم الجميع وعلى مستوى محافظة ابين عموما ومن يقطن مدينة شقرة التابعة لمديرية خنفر تحديدا, بالرحيل المفاجئ للرجل الأنسان والذي غادر دون ان يودع احدا, رحل بابتسامة عريضة, يتذكرها كل من عرفه من خلالها, رحل بعد ان غرس في نفوس محبيه اسمى معاني الحب والخير والتواضع, عاش نقياً, ومات كبيراً. 

رحيل الشاعر الكبير ايهاب باضاوي ابو آية المفاجئ اوجع وافجع محبيه وكل من عرفه داخل شقرة وابين و الجنوب قاطبة, رحل من كان للصغار اباً و للكبار اخا و رفيقا وصديقا و خليلاً, رحل من كان للجميع بمثابة القدوة الحسنة في فنون التواضع ومكارم الأخلاق,رحل من حمل على عاتقه هم ابناء الجنوب,مقاوما بشعره. كما قاوم الآخرون بالرصاص.

رحمة الله تغشاك يا أبا آيه , فقد جعلت من عرفك حينها يتشوق في كل لحظة وحين ليشد الرحيل من أجل ان يستنشق الهواء العليل من على ساحل البحر المطل على مدينة شقرة المعروفة بالعراقه والأصالة, لتواجد امثالكم فيها.

الفقيد ايهاب باضاوي رحمة الله قصة وحكاية لن ياتي الزمان بمثلها, كان حاضرا و مساهما ورجل ذات اخلاق وعلاقات تجبر من عرفه بالانصياع والإنصات لكلماته المليئة بالمحبة والألفة

وداعاً أيها النبيل والاخ والأب والزميل..

وداعاً بدم العيون لا بدموعها ..

والموت لن ينسينا إياك،

قد ماتَ قومٌ وما ماتَتْ مكارِمهم ..

وعاشَ قومٌ وهم في الناسِ أمواتُ

وأنت يا ابا آيه ممن تظل مكارمهم خالدة للأجيال جيلا بعد جيل,,

رحم الله الفقيد ايهاب باضاوي وغفر له وأسكنه فسيح جناته مع النبيين والصديقين والشهداء والصالحين وحسن أولئك رفيقا,,

اللهم والهم أهله وذويه الصبر والسلوان.

إنا لله وإنا إليه راجعون