صراع المصالح أم إنقاذ الإنسان.. المهرة في مفترق الطرق

تمرّ محافظة المهرة اليوم بمرحلة من أشدّ المراحل تعقيدًا في تاريخها الحديث، وسط تزايد الأزمات وتراكم التحديات التي مست جوهر الحياة اليومية للمواطن، بدءًا من غياب الخدمات الأساسية ووصولًا إلى الاضطرابات السياسية والاقتصادية التي أثرت مباشرة على حياة المجتمع المحلي.

لقد تحوّلت الساحة المهرية إلى ميدانٍ لصراع الأفكار والمصالح والاستراتيجيات، حيث يزعم كل طرف تمثيله للمصلحة العامة وسعيه للحق، لكن الواقع المرير يُظهر أن المواطن البسيط – "الغلبان" – هو من يتحمّل عبء هذا الصراع، في ظل غياب الحلول واستمرار حالة الانقسام.

اليوم، تُعد المهرة محافظة منكوبة بكل ما تحمله الكلمة من معنى، في ظل انهيار الخدمات وتراجع مستوى المعيشة. ورغم أن أزمة الكهرباء تطفو على السطح كأكثر الأزمات إلحاحاً، إلا أن الحقيقة الأعمق تكمن في أن أبناء المهرة يطالبون بما هو أكبر: حياة كريمة ومستقبل يليق بإنسانيتهم، يشمل الماء، الصحة، التعليم، الأمن، والكرامة.

من هذا المنبر، نُوجه نداءً صادقًا لا يحمل طابعًا سياسيًا، بل إنسانيًا ووطنيًا:
وحدة الصف المهري لم تعد خيارًا، بل ضرورة وجودية.
فالمهرة فوق كل الحسابات، والمواطن المهري يستحق أن يكون في صدارة الاهتمام، لا ضحية لتنازع المصالح.

وفي الوقت نفسه، لا يمكن تجاهل ما يحدث في عدن، حيث خرجت النساء إلى الشوارع في تعبير عن الغضب الشعبي المتراكم، ورفضهن لحالة الفشل المستمر من قبل المجلس الرئاسي في تأمين الحد الأدنى من مقومات الحياة. وهو ما يعكس صورة أوسع لانهيار الوضع العام في الجنوب، والمهرة جزء لا يتجزأ من هذا السياق.

إن مطلب أبناء المهرة والجنوب واضح وصريح: وقف الانهيار الاقتصادي، واستعادة الخدمات، وحماية كرامة الإنسان.
وهذا لن يتحقق إلا بوحدة الكلمة، والصدق في التوجه، وتغليب مصلحة المواطن على الحسابات الضيقة والمصالح المؤقتة.