"عقبة ثرة".. الممر المنسي!
عمّت الفرحة محافظة الضالع بعد قرار فتح طريق الضالع ـ صنعاء المغلق لأكثر من عقد وهلل المواطنون هناك واستبشروا خيرًا، لكن بمحافظة أبين الأمر كان مغاير تمامًا فقد تسللت غصة إلى صدور أبناءها وهم يتابعون الخبر بعين تترقب وذاكرة تتساءل وماذا عنّا نحن أيضًا؟!
طريق "عقبة ثرة" الرابط بين محافظتي أبين والبيضاء ما يزال مغلقًا منذ أكثر من عقدًا من الزمان وكأن القدر حكم على سكان هذه المناطق بالعزلة والنسيان، فهذا الطريق الجبلي الذي كان ذات يوم شريانًا نابضًا بالحياة صار اليوم شاهدًا على الإهمال والتجاهل المتعمد، يُغلق بقرار يُثقل كاهل آلاف الأسر يوميًا على مدى عشر سنوات، قسّم الأرض إلى قسمين والأسر والقبائل إلى نصفين!.
في لودر وقراها ومكيراس وقراها لا أحد يعرف وجع الطريق سواهم، فهناك خليط وترابط أسري قبلي وثيق مابين المنطقتين وتبادل تجاري وتداخل أنساب وزيجات،
فلو أرادت زوجة من الضفة الأولى أو أمٌ حامل زيارة أهله بالضفة المقابلة فإنها تحرم من ذلك وتضطر أن تقطع المسافات الوعرة حتى الوصول إلى وجهتها، مواطنون يسلكون طرقًا بديلة شاقة محفوفة بالمخاطر تفوق طاقتهم، وشاحنات مواد غذائية تدفع ثمن إغلاقه غلاءً في الأسعار.
فما أن تطالب بفتح المعبر الهام تجد الحجة دائماً جاهزة (( الطريق خطر وقد يستخدمه الحوثيون!!.. )) فلماذا فتحتم خط الضالع إذن!!؛المواطن لم يعد يصدق كل شيء ولم يعد يهمه من أين يأتيه الخطر، فلاشيء خطر عليه أكثر مما هو يعيشه، كل همه متى سينتهي هذا العناء ويفتح المعبر والشريان الهام هذا، ويتساءل لماذا لا يُكافأ بالقرارات الجريئة كالضالع مثلًا، بعيدًا عن رهائن لخوفٍ سياسي أو لحسابات عسكرية؟!
أحد الأهالي قال بحرقة: "والله لو يُفتح الطريق بس أسبوع لشعرنا أن لنا في هذا البلد قيمة، وان لنا حكومة حقيقة تسمع وتحس أنيننا.
أخيرًا يتحدث سكان تلك المناطق القابعة مابين لودر ومكيراس بأمنيات كثيرة لكن أكبر تلك الأمنيات هي أن لا يأتي "عيد الأضحى" وهم لازالوا عالقين خلف جبال الصمت حتى تُفتح "عقبة ثرة"، ليس فقط لتسهل الطريق بل لتفتح بابًا جديدًا من الأمل والثقة مابين المواطن وحكومته.
قرار الضالع أثبت أن لا شيء مستحيل إذا وُجدت الإرادة، فلماذا لا يُتخذ قرار شجاع آخر مثيلًا له من قبل المحافظ ابو بكر حسين ويعيد لهذه الجغرافيا المهمّشة روحها؟
ليس المطلوب معجزة.. فقط قرار إنساني يُعيد لهذا الطريق الحياة ولهذا المواطن الكرامة.