خلال قمة مرتقبة بين فتح وحماس.. الصين ترسخ نفوذها كوسيط في المنطقة
تسعى بكين إلى "ترسيخ نفسها كوسيط" في منطقة الشرق الأوسط، خلال استضافة العاصمة الصينية، الأسبوع المقبل، قمة تجمع بين حركتي فتح و.
وستشهد القمة طرح ملف "اليوم التالي لحرب "، ومصير إدارة السلطة في القطاع، بحسب صحيفة يديعوت أحرونوت الإسرائيلية.
وأشارت الصحيفة، في تقرير نشرته أمس، إلى أن القمة تأتي بالتزامن مع حالة عدم اليقين على صعيد المفاوضات بين حماس وإسرائيل بشأن وقف إطلاق النار في غزة وصفقة الأسرى.
وذكرت أنه رغم ذلك، يبدو أن بدء النقاش بين فتح وحماس حول "اليوم التالي للحرب" أصبح أكثر إلحاحًا بالنسبة لبكين.
المحاولات السابقة بين الحركتين، كما تقول الصحيفة، باءت بالفشل، إلا أن المؤتمر الذي سيُعقد في الصين الأسبوع المقبل، يؤشر على رغبة بكين في الظهور على أنها وسيط يدفع باتجاه اتفاق سلام قابل للاستمرار بمنطقة الشرق الأوسط.
وكانت وردت هذه المعلومات للمرة الأولى في صحيفة "نيويورك تايمز" الأمريكية، واقتبستها الصحيفة العبرية، التي قالت إن المسؤول في حماس، موسى أبو مرزوق، أكد أن رئيس المكتب السياسي لحماس، إسماعيل هنية، المقيم في الدوحة، هو من سيترأس وفد الحركة.
وذكر أبو مرزوق، حسب اقتباس الصحيفة، أن الصين "تعد دولة قوية، ونحن نريد تعزيز علاقاتنا معها، نحن شعب تحت الاحتلال، ونتطلع لعلاقات مع الجميع".
كما نقلت عن مسؤول في حركة فتح، أن وزير الخارجية الصيني وانغ يي، سيلتقي ممثلي الحركتين، بين الـ21 والـ 23 من يوليو/ تموز الجاري، كما سيعقد ممثلو فتح وحماس اجتماعات منفردة.
وأوضحت الصحيفة أن وزارة الخارجية الصينية لم تعلق على هذه الأنباء، بينما ردت مصادر في فتح بأن "الحركة دائمًا لديها تفاؤل، ولكنها تقول ذلك بالحذر المطلوب".
وعمدت الصين إلى توسيع علاقاتها في منطقة الشرق الأوسط في السنوات الأخيرة، ولا سيما وساطتها العام الماضي للتقريب بين السعودية وإيران، وفق الصحيفة.
كما زادت استثماراتها في المنطقة وتعاونها مع دول الشرق الأوسط في مجالات عديدة منها، الذكاء الاصطناعي، في وقت أرادت فيه واشنطن عزلها في هذا الصدد.
وأردفت الصحيفة أن بكين حاولت أن تشارك كوسيط سلام في الملف الإسرائيلي الفلسطيني، حتى لو كان الأمر بالشعارات لا بالواقع.
كما أن لبكين علاقات صداقة مع زعماء فلسطينيين على رأسهم رئيس السلطة محمود ، الذي زارها 5 مرات منذ أن تولى المنصب.
ونوهت بأن المرة الأخيرة التي زار عباس فيها الصين كانت قبل أشهر فقط من هجوم حماس المباغت على مستوطنات غلاف غزة، في الـ7 من أكتوبر/ تشرين الأول الماضي.
ورأت أن القمة بالنسبة لحماس يمكنها أن تشكل فرصة إضافية لتعميق العلاقات مع بلد هو الأقل انتقادًا لأفعالها التي ارتكبت وقت الهجوم مقارنة بدول العالم الغربي.
ووفق يديعوت أحرونوت، كانت الولايات المتحدة الأمريكية اقترحت أن تباشر السلطة الفلسطينية بقيادة فتح دورًا رئيسًا في قطاع غزة عقب الحرب.
وفي الأيام الأخيرة ذكرت تقارير إعلامية أن حماس وافقت على التخلي عن إدارة غزة عقب الحرب، وأن قوة فلسطينية ستخضع للتدريب بواسطة خبراء أمريكيين تحسبًا لتولي مهمات إدارة القطاع، ولا سيما ملف إعادة الإعمار.
ونبّهت إلى أنه في وقت وافقت فيه حماس على فكرة "الحكومة المستقلة" لإدارة غزة، فإنها ترفض تفكيك ذراعها العسكرية.