آن الأوان للاهتمام بالمجال الزراعي!!..

مع نهاية العام ١٩٩٨م وحلول عام ١٩٩٩م، حدث تغير واضح في المناخ، إذ شهدت مناطق واسعة من بلادنا موجة جفاف شديدة، رافقها نقص في كمية الأمطار المتساقطة، في حين أن سقوط تلك الأمطار لم يكن منتظما زمانا ومكانا، حيث تتساقط الأمطار في أماكن دون أخرى، وفي خلاف مواعيدها الزمنية المتمثلة في النجوم وفق الحساب التقليدي، وعلى إثر ذلك حدث نزوح كبير للسكان من الأرياف صوب المدن، وما ترتب على ذلك النزوح من إهمال للأراضي الزراعية وانجرافها وتصحرها، وتراجع الغطاء النباتي، كما جفت الكثير من الغيول والمياه السطحية، وتعرض المزارعون لخسائر كبيرة.
بإذن الله سيكون العام الحالي ٢٠٢٥م وخصوصا مع دخول شهر يوليو عاما مختلفا، عما سبقه من أعوام مضطربة المناخ، فمن المتوقع بمشيئة الله سيعود المناخ إلى سابق عهده أي إلى ما كان عليه قبل ١٩٩٩م، حيث ستزداد كمية الأمطار المتساقطة، وستنتظم في مواعيدها وفي مواسمها المحددة والمعروفة، فضلا عن اتساعها وشموليتها، وستعود بحول الله الغيول والعيون التي اختفت خلال العقدين الماضيين إلى الكثير من الأماكن، وسيتمكن المزارعون من زراعة الحبوب الصيفية في مواسمها المحددة، والاستفادة منها بصورة واضحة، وعليه ينبغي على المزارعين في المناطق الريفية تحديدا الاهتمام بالأراضي الزراعية والاعتناء بها، خصوصا تلك المدرجات الجبلية التي مثلت في الماضي (سلة غذاء) اعتمد عليها سكان الكثير من قرى بلادنا في توفير غذائهم، فمع ارتفاع أسعار الحبوب عالميا، ونقص إمدادات الغذاء بفعل الحروب والأزمات السياسية والأوبئة، تظل الحاجة ماسة في إن يتحول بلدنا إلى بلد منتج للحبوب، ويحقق اكتفاء شبه ذاتي منها، بدلا من الاعتماد على الاستيراد الخارجي لمعظم حاجته للغذاء.

د. وليد ناصر الماس.