ارتفاع أسعار الخبز والمواصلات بمدينة تعز يزيد معاناة السكان قبيل العيد ويثير غضبهم.

تعز( أبين الآن) خاص
شكا سكان مدينة تعز من موجة غلاء جديدة تضرب الاحتياجات الأساسية ،ابرزها الخبز والمواصلات ،وسط غياب الرقابة الرسمية واستمرار تدهور الأوضاع الاقتصادية قبيل العيد.
فقد قفز سعر قرص الخبز "الروتي"إلى 100ريال بنسبة زيادة بلغت بالضبط 50%،رغم انخفاض وزنه بشكل ملحوظ.هذا الارتفاع المفاجئ أثار موجة من السخط بين السكان الذين اعتبروا أن مايجري هو أستغلال لمعاناة الناس في ظل غياب الدور الرقابي لمكتب الصناعة والتجارة.
وفي السياق ذاته ارتفعت أيضاً أجور المواصلات الداخلية إلى 300 ريال للمشوار الواحد للركب بنسبة زيادة مماثلة بلغت 50%مافاقم من معاناةالمواطنين في ظل عجز كبير عن دفع هذا المبلغ لدى الكثير من سكان المدينة وخاصة طلاب الجامعات.
وجاء هذا الارتفاع بهذا الوقت الحرج الأمر الذي زاد من عناء السكان الذين يستقبلون عيد الأضحى المبارك وهم لا يستطيعون توفير مقومات الحياة الضرورية، ناهيك عن شراء متطلبات العيد التي تحتاج الخروج للأسواق بشكل مكثف.
استياء وسخط كبير من قبل سكان المدينة تجاه هذا الارتفاع الذي وصفه مواطنون بطعنة جديدة على جسدٍ الجريح.
وجعٌ جديد
و يقول سعيد علي الحاجبي " 45 عاما" أحد سكان مديرية المظفر بمحافظة تعز ل....."إن ارتفاع أجرة النقل الداخلي وجع جديد يضاف للمواطنين الذين يعانون الأمرين وسط هذه المدينة المحاصرة منذ عشر سنوات.
وأضاف الحاجبي هذا الارتفاع جاء بتوقيت نحن فيه بحاجة الـ100ريال هذه التي أضافوها بعد كل مشوار حتى وإن كان صغيرًا نحن اليوم مقبلون على عيد وهذه المناسبة تحتاج الكثير من المشتريات.
وأشار الحاجبي إنه قبل أكثر من عام تم تقسيم خطوط الباصات ما جعل الحصول على الموصلات بصعوبة فمثلاً أن أخذ مشوارا إلى المركزي وإذا أردت الذهاب من المركزي إلى العواضي أو المسبح فأنا بحاجة إلى مشوار آخر وهذا الأمر مكلف للغاية.
واما هزاع حمادي من منطقة وادي مكسب عزلة القحاف بمديرية جبل حبشي يعمل موزع المانجو ووالجوافة إلى اصحاب مقاهي يروي ل....."من المؤسف أن أصحاب الباصات لا يلتزمون بتسعيرة واحدة للمشوار الواحد لكن أغلبهم يستغلون الوضع الذي يكون فيه المواطن بحاجة المواصلات كوقت ما قبل آذان الظهر أو آذان المغرب فيرفض سائق الباص إدخال الركاب إلا إذا قبلوا بدفع 400 ريال للمشوار.
واضاف حمادي إلى أن المشاوير الطويلة يأخذ سائقو الباصات فيها على الراكب 500 ريال كالمشوار من الباب الكبير إلى وادي صالة على سبيل المثال وإذا تذمر الراكب من دفع المبلغ فهو بحاجة إلى أن يبقى في الجولة بين الزحام وتحت الشمس الحارقة في انتظار باص جديد لعل صاحبه فيه من الإنسانية ما يكفي لأخذه بمبلغ الـ300.
واختتم حمادي حديثة قائلاً هذا الارتفاع أتعبنا نحن الذين نحتاج في اليوم الواحد إلى مشوارين فما بالكم بمن يحتاج إلى ثلاثة مشاوير أو أكثر وهو لا يمتلك المال الكافي كطلاب الجامعات الذين يمتلكون مصروفًا شهريًا بالكاد يكفي المواصلات.
نحن نعاني كما يعانون.
ويتحدث محمد أحمد براصع يعمل سائق باص في خط المركزي بئر باشا ل....."إن ارتفاع أسعار المواصلات لم يكسبنا الكثير من المال نحن سائقو الباصات لم نعد نلق فائدة مرضية من خلال عملنا في هذا المجال لأنه حتى وإن لم يرتفع سعر الغاز فالأشياء الأخرى التي يحتاجها الباص أصبحت مرتفعة جدًا.
وأضاف براصع في السابق كان سعر الإطار ذي النوعية الأصلية بـ15000 ريال واليوم سعر الإطار ذي النوعية الرديئة يتجاوز الـ75000 ريالا أما الأصلي فسعره يتجاوز الـ150 ريالًا سعوديًا وسعر البطارية يتجاوز الـ100 ألف ريال وسعر الزيت كنا نغيره بـ3000 والآن بـ24ألفًا .
واختتم براصع حديثة قائلاً نحن سائقو الباصات نضطر لأن نتغدى خارج المنزل والغداء البسيط يكلف على الأقل 3000 ناهيك عن المبالغ المالية التي نضطر دفعها لرجال المرور اليوم إذا سجل المرور علي مخالفةً أدفع ضريبتها أكثر من 20 ألف ريال أما زيادة الـ100 ريال هذه في كثير من الأحيان ندفعها تكاليف المرور أو الصيانة اليوم حتى القليل من الهواء الذي يحتاجه الإطار يكلف 500 ريال.
معركة ضد التعليم.
ويقول اسامه عبدالباسط العقلاني طالب في الجامعة الوطنية ل...."ما كنا نستطيع توفير بدل المواصلات عندما كانت أجرة المشوار الواحد 200 ريال فكيف نقدر اليوم على ذلك؟ نحن لا نعمل نحن نتعلم والتعليم أصبحت تكاليفه باهظة لا نقدر عليها حتى جاء هذا الارتفاع في أجرة المواصلات ليزيد الطين بلة ويزيد في عنائنا.
وأضاف العقلاني أغلب الطلاب يحتاج في اليوم مشوارين ومنهم من يحتاج ثلاثة مشاوير بمعنى أنه يحتاج في اليوم إلى 1800ريال بدل مواصلات وماذا عن بقية الحاجيات مثل الملازم والكراسات والأقلام وأدوات البحث وغير ذلك من الأمور الأساسية.
واشار العقلاني رفع أجرة النقل الداخلي حرب جديدة على التعليم وعائق كبير أمام الطلاب أعرف الكثير من الطلاب الذين كانوا يمشون مسافة مشوار واحد حتى يوفرون الـ200 ريال هؤلاء المتعبون ماذا عساهم يفعلون اليوم بعد هذا الارتفاع .
مناشدات الجهات المعنية.
ودعا المواطنون مكتب الصناعة والتجارة في محافظة تعز إلى التحرك الفوري لفرض الرقابة على الأفران والمخابز وضبط الأسعار وكذلك الأوزان، ومحاسبة المتلاعبين بقوت البسطاء.
كما طالبوا أيضًا مكتب النقل بإصدار تسعيرة رسمية واضحة وإلزام سائقي المركبات بها وإنهاء حالة الانفلات التي سمحت للبعض برفع الأجرة دون أي مبرر.
ويعزو مالكو الأفران ووسائل النقل هذا الارتفاع إلى الانهيار الاقتصادي الحاد الذي تعاني منه البلاد والذي أجبرهم على رفع الأسعار لتغطية التكاليف التشغيلية المرتفعة كارتفاع أسعار الدقيق والوقود وقطع الغيار، مؤكدين أن الإنهيار الإقتصادي الحاد دفعهم إلى اتخاذ هذه الإجراءات الصعبة.
وتأتي هذه الأزمات في ظل انهيار شبه كلي لمنظومة الخدمات في المحافظات المحررة بالتزامن مع الانهيار الاقتصادي المتسارع وسط عجز حكومي ورئاسي واضح عن معالجة الأوضاع أو اتخاذ إجراءات تحد من معاناة المواطنين.