تعز.العيد في جبل حبشي.. طقوس روحانية وعادات اجتماعية تعزز الترابط والتكافل

(أبين الآن) تقرير.موسى المليكي.
يُعد العيد في مديرية جبل حبشي غربي مدينة تعز مناسبة استثنائية تتجلى فيها عادات وتقاليد فريدة متوارثة وكل منطقة فيها تتميز عن غيرها بعاداتها وطقوسها العيدية التقليدية التي تعبر عن عمق الروح الدينيّة والاجتماعية في المديرية.
تنطلق أجواء بروحانية متجلية، إذ يبدأ الأهالي منذ ساعات الفجر الأولى بالتوجه إلى مصليات العيد المفتوحة سواء في الساحات الواسعة أو على قمم الجبال أو داخل المساجد، في مشهد تتعانق فيه الروحانية مع جمال الطبيعة الخلابة خاصة في فصل الصيف ما يضفي على المناسبة طابعًا روحانيًا واحتفاليًا بهيجًا.
الشعائر الدينية
يقول الأستاذ فهيم الصالحي خطيب العيد في قرية وادي مكسب لـ...."أن للعيد روحانية ونكهتها الخاصة يبدأ الناس للخروج للصلاة العيد من بعد صلاة الفجر مباشرة وغالبًا ما تقام الصلاة خارج القرى في المصلى بالجبل أو في ساحات المدارس الواسعة .
ووضح أن بعد الصلاة يتصافح الناس ويهنئ بعضهم بعضًا، ويزورون الأرحام والأهل والأقارب من منزل إلى منزل فيتخلصون من البغضاء والشحناء وتتجدد المحبة فيما بينهم بالمسامحه والعفو. ثم بعد ذلك، يتجهون لذبح الأضاحي أو كل شخص يذبح أضحيته لوحده كالكباش والماعز.
وأشار إلى أن بعد أداء صلاة العيد يسلك الناس طريقًا مختلفًا في العودة عن ذاك الذي جاءوا منه اقتداءًا بسنة الرسول صل الله عليه وسلم.
ونوه على أن تصاحبهم الطبول والأهازيج الشعبية أو ما يُعرف بالزوامل التي يُرددها جمع بصوت واحد معبرين عن فرحهم بالعيد.
وبين الصالحي في حديثه أن في ظل الظروف الصعبة التي تعيشها البلاد من غلاء وارتفاع الأسعار تظهر روح التكافل الاجتماعي بين أبناء المجتمع من خلال توزيع الملابس العيدية لليتامى والأرامل وتبادل بعض من للحم الأضاحي بين الجيران.
وأختتم الصالحي أن العيد فرصة لجمع القلوب والأخوة فيما بين المسلمين وتعزيز التكافل الاجتماعي والتعاون والتراحم فيما بينهم.
العادات الاجتماعية
وفي سياق متصل شرح صادق المليكي شخصية اجتماعية لـ....."حديثه مع أحد أصدقائه قال أحد الأصدقاء بيتنا ستزدحم في هذه الأيام، قلت له إن ازدحام البيت ليس عبئًا بل هو العيد نفسه، فهو فرصة لالتقاء الأهل بعد طول غياب سواء كانوا في الغربة أو داخل القرية.
ويضيف بأن العيد يُعد موسمًا سنويًا للتشاور والاستعداد الجماعي سواء في اختيار الأضاحي أو التحضير للمناسبات الاجتماعية كالأعراس ويعزز من فرص إصلاح العلاقات الفاترة وبناء علاقات جديدة داخل القرى والعزل.
وأشار المليكي أنه يقوم بتقسيم جدول داخل الأسرة لأجل زيارات الأهل والأقارب، بحيث يزور كل فرد مجموعة من الأقارب وذلك لضمان التواصل مع جميع الأرحام، وتخصص ميزانية للزيارات العيدية أو العوادة.
المرأة صانعة البهجة
تلعب المرأة في مديرية جبل حبشي دورًا محوريًا مهمًا في إحياء أجواء العيد حيث تبدأ الاستعدادات قبل العيد بشراء الملابس وتجهيز الأطعمة وتنظيف البيوت.
تقول نجود أحمد المكسبي متخصصة بالشأن الاجتماعي أن المرأة الريفية تهتم بتربية الأضاحي داخل الحظائر، ما يقلل من التكاليف وتشارك بفعالية في كل تفاصيل العيد من تحميم الأطفال وتزيينهم إلى إعداد الفطور وتجهيز الضيافة للزائرين.
وأضافت أن النساء تحرص على ارتداء الأزياء التقليدية الجميلة ويلتقين ببعضهن أمام الآبار أثناء جلب الماء لتبادل التهاني ورؤية أزياء بعضهن ما يضفي على العيد لمسة من الفرح والتواصل النسائي الفريد.