فتح طريق جبهة عقبة ثرة دون ضمانات.. خطوة ناقصة قد تسبق الكارثة والفاس لا يرحم الرأس.!
تتواصل الدعوات والمباحثات حول فتح طريق جبهة عقبة ثره الحدودية، الرابط بين محافظة أبين ومحافظة البيضاء اليمنية، وسط تعقيدات أمنية ومخاوف مشروعة من نوايا الطرف الآخر ممثلاً بمليشيات الحوثي الإرهابية المدعومة من إيران.
لقد كتبنا مراراً عن هذا الطريق، وأكدنا أن موقفنا منسجم مع ما يطالب به أبناء المنطقة وأبين وما يخدم الناس العامة في أبين والجنوب : فتح الطريق لأجل المواطنين، والتخفيف من معاناتهم، وتمكين النازحين من العودة إلى منازلهم، خاصة أبناء مكيراس بمحافظة أبين. وهذا ما عبّر عنه واكده أيضاً بيان إدارة أمن أبين، الذي رحب بكل المساعي السلمية لفتح الطريق، ولكن شريطة الالتزام بالضمانات الأمنية التي تضمن سلامة المواطنين واستقرار المنطقة وأمنها وليست عشوائية.
ومع هذه التطورات الأخيرة، وعلى رأسها وصول وفد مليشيات الحوثي إلى مديرية لودر، تحت ما يسمى "أصحاب الرايات البيضاء"، ولقائهم المعلن مع شخصيات محلية، أعادت القلق إلى الواجهة، خصوصاً بعد تصريحات محافظ البيضاء التابع للحوثيين التي أعلن فيها موافقة جماعته على فتح الطريق من جهتهم. وهذا كله كلام دون فعل حتى لإصلاح طريق ثره من طرفهم لضمان مرور المواطنين.
نؤكد هنا أن أي خطوة لفتح الطريق يجب أن تخضع للتنسيق الكامل والتوافق الأمني والعسكري بين الجهات المعنية في أبين والمنطقة الوسطى، وألا يتم التعامل مع الملف بتهور أو تساهل قد يفتح الباب أمام اختراقات وتهديدات حوثية خطيرة فلا تأمن شرهم.
من الناحية العسكرية والسيطرة، يجب يعلم الجميع أن قوات المقاومة الجنوبية في جبهة ثره تسيطر على أكثر من 70% من عقبة ثره، بينما لم يتبقَّ تحت سيطرة الحوثيين سوى أقل من 30% من السلسلة الجبلية، ومع ذلك، لا تزال هناك أكثر الاروان مدمرة في الطريق ومكسرة بشكل كبير، تتطلب أعمال صيانة وترميم قد تستغرق شهر وأكثر، وقد وثّق لكم ذلك مقطع فيديو نُشر قبل فترة من أبو نايف العجرمي يظهر فيه تضرر الطريق من جهة الحوثيين بشكل كبير.
نُذكّر الجميع لمن يتجاهل أن مديرية مكيراس أبين الجنوبية لا تزال محتلة ومخطوفة من قبل مليشيا الحوثي، وأكثر أهلها الشرفاء يعيشون في النزوح والتشريد منذ أكثر من ثمان سنوات. فهل يُعقل أن يكون فتح الطريق سلما حل كافياً لعودتهم دون تحرير مكيراس واستعادتها ليس ضمان لأمن كل سكانها ؟!
نحن نؤمن بالسلام، ولكننا نرفض الانخداع. المليشيات الحوثية الإرهابية معروفة للجميع لا دين لها لم تُعرف وتلتزم بعهودها ولا مواثيقها، ولها سوابق خطيرة في الغدر والخيانة. وأي تحرك منها لفتح طريق ثره يجب أن يُقرأ بعين الأمن والحرص لا النوايا المعلنة فقط .؟
نهيب بجميع القيادات والأهالي في لودر والمنطقة الوسطى ومحافظة أبين عموماً، التحلي بالوعي الوطني واليقظة، وعدم الانفراد بالقرارات المصيرية، ففتح الطريق دون تعزيز الحماية الأمنية مجازفة لا يمكن القبول بها ونتمنى يستوعب العقلاء فلسنا ضد فتح طريق ثره وأنما حق مشروع للغالبية مطالبتهم بالضمانات والتنسيق الأمني لفتحه وإصلاح طريق عقبة ثره أولاً وليس عشوائياً فالأمر يحتاج له وقت وهذه هي الحقيقة والحق الذي يزعل البعض أحيانا .!
ففتح طريق جبهة عقبة ثره دون كل ضمانات.. يعتبر خطوة ناقصة قد تسبق الكارثة والفاس لا يرحم الراس وتحياتي لكل من يستوعب .!
وأخيراً، نؤكد أن قواتنا المسلحة والمقاومة الجنوبية في جبهة ثره مرابطين وشامخين كشموخ جبالها، ولن تسمح للحوثي واذنابه بالتقدم شبر واحد، وستكون له بالمرصاد إن حاول استغلال هذا الملف لأغراض عدوانية والحذر واليقظة دائما واجب والله الموفق.