حرب الطغاة
كلاهما يمقت العرب والمسلمين الحقيقيين مقتًا شديدًا لا حدود له.
نسمع ونرى حربًا ضروسًا بينهما، ونتمنّى أن تُنهكهما الحرب وتُذلّهما وتذهب ريحهما؛ فهما خلف كلّ مآسي وشقاء وفتن وحروب أمّتنا العربية، حتى وإن كان لبعض الأطراف رأيٌ آخر حيال هذه الحرب.
وباعتقادي الشخصي، عندما شرعت إسرائيل في اغتيال العلماء في المجال النووي كانت جادّة في إشعال الحرب وضرب المفاعلات النووية، كما قِيل في الإعلام؛ ففي السياسة كلّ شيء جائز، فهي فنّ الممكن.
كلا الدولتين ظالمة وقاتلة وحاقدة؛ فإسرائيل احتلّت فلسطين، وقتلت وشردت ملايين الفلسطينيين، وطغت وتجبرت وأذلّت شعبًا لا يقبل الذلّ، لكنها القوّة على مدى ما يقارب القرن.
اليوم شاهدنا مطارات مدمَّرة، ومنشآت محطَّمة، وبيوتًا مهدَّمة في إسرائيل؛ فعدالة الله آتية لا محالة. ما حدث في غزّة يحدث اليوم في إسرائيل، ونسأل الله أن يستمرّ هذا الدمار وهذا الخوف؛ فكما تدين تُدان، والجزاء من جنس العمل.
في المقابل، تأتي إيران بصيغة «الإسلام المودرن»، وتسعى إلى تأسيس إسلامٍ جديد في الشرق الأوسط على مقاسها ومزاجها، بما يتناسب مع أهدافها التوسُّعية في نشر المذهب الشيعي الاثني عشري.
لقد صدّرت الفوضى والحروب والفتن إلى لبنان، ثم سوريا، ثم العراق، ثم اليمن؛ فجلبت لهذه الدول الويل والخراب والحروب، وجعلت الأخ يقتل أخاه، وأدخلت المذاهب الطائفية الشيعية التي لم نكن نسمع بها من قبل في بلداننا هذه.
إنّنا، وللمرة الأولى، نشاهد حربًا في الشرق الأوسط ليس للعرب طرفٌ فيها، بعد أن أحرقت أعصابنا وأضعفت أبصارنا ونحن نرى القهر والظلم والقتل والدمار في غزّة وفلسطين ولبنان واليمن والعراق وسوريا، بسبب هاتين الدولتين المارقتين اللتين أهلكتا الحرث والنسل في بلداننا.
إنها سنّة الله في أرضه، ولا يحيق المكر السيِّئ إلا بأهله. نسأل الله تعالى أن يُبيد كُلًّا منهما الآخَر، وأن تُخَرّب أوطانهم وتُدَكّ وتُدَمَّر كما فعلوا بأوطاننا.