لهيبُ صيفِ زنجبار يشعلُ ساحة المنافسة: 200 شاب يتحدّون الفراغ في أجواء رياضية وثقافية ملتهبة

لهيبُ صيفِ زنجبار يشعلُ ساحة المنافسة: 200 شاب يتحدّون الفراغ في أجواء رياضية وثقافية ملتهبة

أبين (أبين الآن) خاص

وسط زخمٍ شبابيٍ لافت، تتواصلُ فعالياتُ الأنشطة الصيفية الرياضية والثقافية في الصالة الرياضية المغلقة بمدينة زنجبار، برعايةٍ كريمة من الرئيس القائد عيدروس الزُبيدي، رئيس المجلس الانتقالي الجنوبي. وقد تحوّلت الصالة إلى خلية نحلٍ تعجُّ بالحماس والتحدّي، حيث يخوض أكثرُ من مئتي مشاركٍ منافسات شرسة في كرة القدم الخماسية، وتنس الطاولة، والبلياردو، والشطرنج، تتخلّلها محاضراتٌ توعوية تركت أثراً بالغاً في نفوس الطلاب، ولا سيّما حول مخاطر المخدرات وبرّ الوالدين.

وفي خضمِّ هذه الأجواء، حرصَ الأستاذ عبد الرحمن الشاعري، مدير إدارة الشباب والرياضة في انتقالي أبين، على القيام بزياراتٍ متتابعة لتفقّد سير المنافسات. وأشاد الشاعري بما رآه من تنظيمٍ محكم وكثافةٍ عددية استثنائية، مؤكداً أن البرامج الصيفية «ترسّخ قيمَ التنافس الشريف، وتُبعد الشباب عن براثن الآفات الاجتماعية، وتحصّنهم من التطرف والميول العدائية». كما دعا إلى تحويل التجربة إلى برنامجٍ دائم يغطي مختلف محافظات الجنوب.

ولم يفُت الشاعري توجيه تحيةٍ خاصة إلى قائد دفة العمل الميداني، الكابتن القدير أحمد ناصر ماطر، الذي شكّل مع فريقه منظومةً إداريةً وفنيةً متكاملةً «خططت، وبرمجت، وأدارت بفعالية يشهد لها القاصي والداني»، على حدِّ تعبيره. فبحنكته الرياضية وخبرته الطويلة، جسّد ماطر مثالاً يُحتذى به في تحويل الأفكار إلى واقعٍ ملموس، حتى غدا اسمه مرادفاً للإنجاز والعطاء ليس في زنجبار فحسب، بل على امتداد المحافظات الجنوبية.

ويهدفُ النشاطُ الصيفي، كما أوضح القائمون عليه، إلى حماية الشباب من شَرَك الفراغ والانحراف، وتنمية مهاراتهم البدنية والعقلية، وبناء شخصياتهم في بيئة تربوية تجمع بين الترفيه والتعليم وتعزّز روح الانتماء الوطني. ومع اقتراب إسدال الستار على فعالياتٍ امتدّت أسبوعاً كاملاً، لا تزال أجواء التحدّي مشتعلة، والتطلعات متوثّبة للفوز بالذهب واعتلاء منصات التتويج.

الجدير بالذكر أنّ أبناء أبين – ومن خلفهم أبناء الجنوب – عبّروا عن فخرهم بالنجاح الباهر الذي حققته الأنشطة الصيفية لهذا العام، معتبرينها خطوةً رائدةً تُمهّد الطريق لجيلٍ واعٍ، متفائل، ومحصَّن ضد أفكار الهدم والانهزام. وفي ختام الحدث، يُجمع الجميع على أن صيف زنجبار هذا العام لم يكن مجرّد نشاطٍ عابر، بل رسالة أملٍ متجدّد، وحكاية نجاحٍ يُسطّرها شباب الجنوب بعرقهم وإصرارهم وإرادة قادة آمنوا أنّ الاستثمار الحقيقي إنما يبدأ بالإنسان.