أستاذ أكاديمي يحذر من مخاطر استمرار تدمير مستقبل مدينة عدن الحضري

أستاذ أكاديمي يحذر من مخاطر استمرار تدمير مستقبل مدينة عدن الحضري

عدن (أبين الآن) خاص

في محاضرة له في منتدى مدار بعدن قال: البروفسور الدكتور فضل الربيعي، ان عدن تعرضت ومازالت تتعرض لتدمير كل نواحي الحياة الحضرية والمدنية، بصورة انتقامية بشعة ومتواصل بوتيرة عالية منذ أن غادرها الانجليز في ١٩٦٧م ومستمرة حتى اللحظة.

داعيا إلى ضرورة اشهار حملة وطنية لوقف هذا العبث المدمر وإعلان مجلس للمدينة، من العناصر الوطنية المخلصة التي يشير تاريخها النظيف إلى حب المدينة ومن ذوي الكفاءات والخبرات، ليتولى المجلس مهام تنظيم شؤون المدينة بالتنسيق مع سلطة وزير الدولة محافظ عدن، ومديري المديريات والمؤسسات الرسمية ذات العلاقة، ورجال المال والاعمال، 
مشيرا إلى غياب رؤية استراتيجية واضحة تتعامل مع النمو الحضري المتزايد في المدينة، ذلك سوف يؤثر سلبا على استقرار التنمية ومستقبل المدينة. 
مبينا أبرز المشكلات الحضرية التي تحتاج النهوض بالوعي المجتمعي عبر إيجاد آليات واضحة فاعلة، إلى جانب السلطات المحلية بالمحافظة، بوصفها من أولويات الحراك الثقافي والمهني للمؤسسات والشركات العامة والقطاع الخاص ومؤسسات المجتمع المدني ومجتمع المدينة.
للوقوف أمام الفوضى والعشوائية والتعدي على المساحات العامة والأراضي والمؤسسات الحكومية، والإسراع في معالجة مشكلات الأراضي والمخططات العشوائية وتوقف حركة التنمية وتراجع عملية الاستثمارومعقوقاته، وفوضى السلاح والجبايات، وتكدس حالات الفقر والنزوح وتفاقم مشكلة البطالة وانتشار الجريمة والتدهور البيئي والصحي. 
إن كل ذلك انعكس سلباً على عملية التخطيط والتنمية الحضرية وجمال المدنية، وسوء توزيع السكان والخدمات فيها.. الأمر الذي أدى ويؤدي إلى مزيدا من التحديات التي تواجه التنمية الحضرية مستقبلا وفقدان المدينة لاهم خصائصها الحضارية والاقتصادية.
مشيرا إلى إن الحديث عن ذلك، ليس ضد أحد، بل نهدف من ذلك إلى الدفع بالتفكير الجاد نحو رفع مدى المشاركة المجتمعية التي تسهم في الكشف عن أسباب وخلفيات تلك الظواهر، ولفت انتباه مجتمع المدينة والجهات المسؤولة، لهذا الوضع، والتنبؤ بمخاطرها على مستقبل الاستدامة الحضرية في المدينة.
وفي سياق الحديث تتطرق إلى عدد من مؤشرات الخلل في التركيبة الزمكانية للمدن التي تعاني اليوم من غياب التخطيط السليم وانتشار العشوائية والاختلالات الأمنية والادارية في المدينة التي ترزح اليوم تحت ضغوط حضرية تجعلها في حالة فقدان دائم للكثير من المكتسبات الحضارية، والاقتصادية والانسانية، الأمر الذي يعيق الانتقال إلى مستقبل يوفر القيمة الاجتماعية والاقتصادية للوظيفة الرئيسية لمدينة عدن التي تتنوع بخصائصها الطبيعية بين الساحل والبحر والجبل.
إذ صارت المدينة اليوم تفقد جمالهما البيئي، ومخزونهما التاريخي لتتوارى كثير من أجزاءها مثل الاحياء القديمة والمعالم التاريخية العتيقة والزحف على الأراضي الزراعية في محيطها والتعدي عليها بالبناء العشوائي، في ظل ضعف دور السلطات، وتدني الوعي المجتمعي بأهمية الحفاظ على المخزون التاريخي الذي تتمتع به المدينة عدن.
حيث دخلت المدينة تحت ضغوط التحضر الذي فرضه النمو السكاني والهجرة والنزوح المتزايد إليها وسط دائرة الفوضى الحضرية التي تتمحور حول جملة من المشكلات المختلفة والممثلة في الممارسات السلبية وما نتج عنها من تدني مستوى الخدمات وتشويه المظهر العام لجمال المدن.
 ودعا الى ضرورة العمل على إعلان مجلس المدينة، يتولى القيام بوضع استراتيجيات مستقبل المدينة ومتابعة ومراقبة سير عملية التنمية الحضرية في المدينة.