استقالة مدير مستشفى ابن خلدون تثير موجة غضب شعبي ورسمي في محافظة لحج
بقلم: اللواء الركن/ صالح أحمد حسين سفيان البكري
_ في لحظة كان يتوقعها كثيرون ممن يعرفون حجم الضغوط والتحديات، أعلن الدكتور عبد المجيد عاطف، المدير العام لمستشفى ابن خلدون العام بمحافظة لحج، استقالته من منصبه بعد سنوات من البذل والعطاء والإنجازات اللافتة التي شهدها المستشفى في عهده.
وقد قوبل هذا القرار بردود فعل واسعة، ورفض جماعي من قبل الكوادر الطبية والإدارية في المستشفى، الذين نظموا صباح اليوم وقفة احتجاجية حاشدة أمام إدارة المستشفى، عبّروا خلالها عن استيائهم ورفضهم القاطع لهذه الاستقالة، معتبرين أن خسارة الدكتور عاطف هي خسارة للمستشفى خاصة، ولأبناء لحج عامة.
_الشارع اللحجي، الرسمي والشعبي، تفاعل بقوة مع الحدث، ووجّه نداءات عاجلة إلى السلطة المحلية والجهات المختصة لرفض الاستقالة، حفاظًا على استمرارية ما تحقق من إنجازات نوعية في بنية المستشفى، وخدماته، ونظامه المالي والإداري، التي تحققت بفضل قيادة الدكتور عاطف وإخلاصه ومهنيته.
__لقد نجح الدكتور عبد المجيد عاطف في:
تصفية الديون القديمة للمستشفى.
تطوير أقسام الطوارئ والعناية المركزة.
إدخال أجهزة طبية حديثة.
تطبيق نظام مالي ومحاسبي متقدم.
تحسين بيئة العمل، ورفع جودة الخدمات الطبية.
ومع كل ذلك، ظل يطالب، وعلى مدى سنتين، بتوفير إضاءة حديثة لغرف العمليات الثلاث، دون أي استجابة من الجهات المعنية. وما زاد الوضع سوءًا، أن المبالغ التشغيلية الخاصة بالمستشفى ما تزال مجمدة في البنك، رغم صرفها رسميًا، واعتمادها لصالح المستشفى، في حين ظل المستشفى يعتمد فقط على مساهمات بسيطة من المواطنين البسطاء.
ورغم أن الدكتور عاطف لم يعلن بشكل مباشر عن أسباب استقالته، إلا أن المؤشرات تشير بوضوح إلى أن الإهمال المتكرر من قبل الجهات المعنية، وعدم توفير أدنى المتطلبات لاستمرار العمل، كانت أبرز الدوافع لهذا القرار المؤلم.
بحسب اعتقادي،،،،
وقد أكدت الأخت سناء السقاف، نائبة مدير عام المستشفى، خلال زيارة الوكيل أول لمحافظة لحج، اللواء صالح البكري، لتفقد المستشفى، أن المستشفى على وشك الإغلاق في حال استمر هذا التجاهل. وقالت صراحة إنهم طالبوا ولمدة عامين بتوفير الإضاءة اللازمة لغرف العمليات، لكن دون جدوى.
__وفي ذات اليوم، تحرك اللواء البكري فورًا إلى مكتب الصحة، واجتمع بالأخ الدكتور خالد جابر، مدير عام مكتب الصحة بلحج، ناقلًا إليه صورة ما يعانيه المستشفى من نقص حاد في التجهيزات، محذرًا من توقف وشيك للعمل. وتم الاتفاق على محاولة التدخل عبر تواصل مباشر مع رجال الأعمال والتجار للمساهمة في توفير الإضاءة اللازمة كإسعاف أولي للمرفق.
__وأصدر اللواء البكري لاحقًا منشورًا رسميًا عبر وسائل الإعلام ومواقع التواصل، دعا فيه وزارة الصحة، ومحافظ محافظة لحج، إلى سرعة الاستجابة للمطالب، كما حث رئيس مجلس الوزراء على فك المبالغ المجمدة في البنك، والتي كانت مخصصة للمستشفى قبل أن يتم تجميدها عندما رئيس الوزراء الحالي، أحمد بن بريك، يشغل منصب مدير البنك المركزي.
هذا التصريح فُهم أنه وضع النقاط على الحروف، وكشف مكامن التقصير، ما تسبب في رد فعل غاضب من المحافظ أحمد عبدالله التركي، الذي بادر – في خطوة استفزازية – بإصدار تعميم رسمي إلى مدراء المكاتب التنفيذية والمرافق الحكومية، ومن ضمنها مستشفى ابن خلدون، يمنعهم فيه من التعامل مع الوكيل أول، أو أي من الوكلاء والوكلاء المساعدين والمستشارين.
مع العلم أن هذا التعميم
خارج عن نطاق القانون
الخاص بقانون وزارة الاادارة المحلية :
وقد تم توثيق ذلك التعميم.
وفي ظل هذا التصعيد، ومن موقع المسؤولية الأخلاقية والوطنية، فإننا نؤكد التالي:
✍️ من أجل لحج وأبناء لحج البسطاء، فإننا في قيادة المحافظة نناشد الجميع بضرورة تغليب صوت الحكمة والعقل، وترك المناكفات، والمكايدات – سواء كانت سياسية أو شخصية أو تصفية حسابات – جانبًا، والعمل كفريق واحد من أجل خدمة المواطن ورفع معاناته.
إن الوضع الراهن حساس للغاية، ويستدعي من الجميع التحلي بالمسؤولية، والسعي الجاد لتوفير الاحتياجات الأساسية للمرافق الخدمية، وفي مقدمتها مستشفى ابن خلدون.
__وكان الأجدر بنا أن نبحث عن المنظمات الداعمة، ونطرق أبواب الخير لتوفير السلال الغذائية والدعم الإنساني، لا أن نغرق في صراعات داخلية تنعكس سلبًا على حياة الناس.
فلنضع مصلحة المحافظة فوق كل اعتبار، ولنجعل من لحج وأهلها نقطة التقاء لا خلاف، ونعمل بروح واحدة لصالح مستقبلها.
تجدر الإشارة إلى أن مستشفى ابن خلدون يُعد المستشفى الحكومي النموذجي الوحيد في محافظة لحج، والذي يقدم خدماته للمرضى الفقراء ومحدودي الدخل، في ظل استحالة العلاج في المستشفيات الخاصة بالنسبة لغالبية السكان.
وعليه، فإننا نُطلق هذا النداء:
إلى كافة أبناء لحج، والنشطاء، والإعلاميين، ومؤسسات المجتمع المدني، والشخصيات الاعتبارية، أن يقفوا صفًا واحدًا في الدفاع عن هذا الصرح الطبي الهام، وعن كل من يسعى لخدمة الناس بصدق وتجرد، من أجل بقاء وتطور الخدمات الصحية، وضمان مستقبل أفضل لأبناء لحج.
والله من وراء القصد،،
اللواء الركن/ صالح أحمد حسين سفيان البكري
وكيل أول محافظة لحج