التعليم وهاوية السقوط في المجهول

 بقلم: عادل عياش

 

بلا شك، إن مصير التعليم في بلادنا يسير في خطىً نحو الغموض والسقوط إلى المجهول، وبات على شفا الانهيار، بل قاب قوسين أو أدنى من الهاوية، والسبب أن الحكومات والجهات المسؤولة تخلّت عن التزاماتها ومسؤولياتها.

لقد أصبح التعليم يعاني من الإهمال، والمعلم يقبع في مستنقع التهميش والضياع بين سندان الأمل ومطرقة التجاهل، حتى بات يفتقر إلى أبسط مقومات الحياة الكريمة.
فكيف يُطلب من معلم أن يؤدي رسالته ومهامه، وهو محروم من أبسط حقوقه، مشتّت الذهن، ولا يكاد يستلم راتبًا لا يساوي سوى كيس دقيق لا يُسمن ولا يُغني من جوع؟

حقوق مسلوبة، وضائعة، لا تأتي إلا متقطعة كل شهر، إن أتت أصلًا. وأي إهانة وكسر للكرامة تلك التي يواجهها المعلم؟
المعلم اليوم لم يتقاضَ راتبه منذ أعوام، ولا يشتكي أو يطلب، بل يعلم وهو معدوم، صابر يحتسب، لكن إلى متى؟
أي قانون هذا الذي نعيش فيه؟ أين المسؤولون عن حقوق المعلم؟ بأي ذنب يُهدم مستقبل الأجيال، ويُدفع بهم نحو الهاوية والضياع والانحراف؟

إذا أردتم بناء أمةٍ وأجيالٍ قادرة على النهوض، فعليكم يا دولة، يا حكومة، أن تعيدوا للمعلم اعتباره وحقوقه.
نأمل من الجهات المختصة أن تنظر بعين الاعتبار والصدق، وأن تضع حلولًا جذرية، ملموسة، ومستدامة مجرد شعارات رنانة وقرارات واهية على حبل من ورق.

والله على ما نقول شهيد.