الأمسيات الشبابية وإنعاش الحياة الثقافية
الاسبوع الماضي حضرت أمسية ثقافية اقامتها مؤسسة سطور للتنمية الثقافية في مقر الدراسات الفكرية والشعرية والادبية بمدينة تعز، اسعدني حضور هذه الامسية والتي كانت بمثابة اضاءة جعلتني اخرج من قوقعة الحياة السياسية ورتابة الوضع المعقد.
امسية ثقافية تم الاحتفاء بها بجمال النص وعذوبة الإلقاء وروح المشاركة كما عبر عنه في دعوة الحضور بالفعل.
وجدت شباب من الجنسين لديهم حماس واصرار وكأنهم يقولون لا شيء يعيقنا رغم الحرب.
وبين إلقاء الشعر والفن ، دار النقاش بين الحضور حول واقع الشعر والرواية، ليرسموا ملامح نقاش ثقافي ثري بين جيل مخضرم وجيل الشباب.
اسعدني هذا النقاش والذي كان البعض منهم يتحدث عن الشعر بكل انواعه الحر والمقفى والموزون، وانه بقوافيه وسجعه وجناسه الاقرب الى المشاعر، وهناك من كان يرى ان الرواية هي الاقرب الى القارئ.
كم هو جميل عقد مثل هذه اللقاءات والامسيات الثقافية والتي تعمل على خلق شخصيات جديدة تتألق في مجالات الفن والثقافة وتعمل على احياء روح الابداع.
ما اجمل ان تتوهج الكلمة من جديد في تعز عاصمة الثقافة ،و تعود تعز لترسم ملامح انعاش الحياة الثقافية الى الواجهة في مشهد يتجلى فيه الابداع بأجمل حُلة ،وتنبض بحماس شبابها ومبدعيها رغم كل الجراح.
لقد القى الحرب بكل تبعاته وآثاره علينا ،وصار العنف هو السائد في المجتمعات ولذا يتوجب علينا التصدي لكل من يريد لنا ان نعيش في الظلام وفي الدمار والقتال.
ولعل احياء وانعاش الحياة الثقافية جزء من هذا التصدي ،فالفن والثقافة وجه آخر للمدنية وللسلام وعلينا ان نشجع كل ما له علاقة بالابداع والخروج من دائرة العنف والكراهية.
بلدنا بحاجة الى حراك ثقافي في كل المحافظات ،بعقد الامسيات واللقاءات والفعاليات سواء كانت شعرية او نقدية او قصصية او احياء للموروث الشعبي وغيرها.
فعاليات تهدف الى انعاش الابداع وامسيات تفاعلية وتشاركية مع الجمهور لتكسر الرتابة والملل وتعمق من المعرفة الثقافية وتسلط الضوء على قضايانا المختلفة وتعمل على معالجتها بمحتويات ابداعية هادفه.
كما اننا بحاجة الى التقارب وبناء السلام في المجتمعات وايجاد تنمية مستدامة فيها وفي كل المجالات، ولعل حماية حقوق الإنسان وحرياته الاساسية مرتبط بكل انشطتنا ومنها الاعمال الثقافية والادبية والفنية، والتي تعمل على نشر الوعي بها، وتعزز من حمايتها وتمتع الافراد بحقوقهم وحرياتهم ، وبالطرق السلسة والاقرب الى الناس.
نحن بحاجة الى اثراء الساحة الثقافية بالمؤهلين ،وخلق بيئة ابداعية لها رونقها الخاص ،لتحقق الهدف من هذا الاثراء في خلق شخصيات جديدة، واكتشاف المواهب، وايضاً العمل على تقبل النقد البناء، وتحسين جودة الاداء ،وتطوير مهارات المبدعين في الالقاء والتحليل والسرد والنقد والكتابة الادبية،و تعمل على توسع آفاق المعرفة وربطها بكل جديد.
عقد الامسيات الثقافية واللقاءات تتيح لصانعوا البهجة من المبدعين في مجال المقالة والشعر والنثر والمسرح والقصة والغناء عرض محتوياتهم وابرازهم ، وتعزيز تواصلهم مع الجمهور والمهتمين،وايضاً دعم وتطوير قدراتهم،
كما ان هذه الامسيات تتيح الاحتفاء برموز الفن والثقافة والابداع والاستفادة من خبراتهم .وترسخ من لغة الحوار والتواصل بين المهتمين والمبدعين، ولهذا على المنظمات والجهات المعنية الرسمية وغير الرسمية ان تولي هذا الجانب الاهتمام وان توفر بيئة آمنة لممارسة الانشطة الثقافية،وتشجع المبدعين وتوفر لهم الامكانيات لنشر اعمالهم.
ننتظر المزيد من الامسيات والفعاليات الثقافية وفي كل المحافظات، وتشجيع الشباب والمبدعين والمهتمين على حضورها.