مهرجان يافع التراثي 2025م.. حين يتكلم التراث

رغم أنني لم أكن هناك، إلا أنني عشت مهرجان يافع التراثي لعام 2025 بروحي قبل عيني.

تابعت تفاصيله من بعيد، لكن ما شعرت به كان أقرب من النبض.

من قلعة القارة التاريخية، أطلّت يافع على العالم بحُلة لا تشبه إلا مجدها.

 كانت الأرض تنبض بالإيقاع، والقلعة تتحدث بلغة لا يفهمها إلا من يعرف معنى الانتماء.

لم يكن مجرد مهرجان، بل كان عودة إلى الجذور، إلى زمن الأجداد، حين كانت الهوية تُطرّز بالخيط والإيقاع والكلمة.

رقصات البرعة لم تكن مجرد عروض، بل كانت قصائد جسدية تحكي قصة أمة لا تنكسر، مهما تعبت.

الشعر، الملابس، الأهازيج، وحتى تفاصيل المأكولات، كلها اجتمعت لتقول للعالم:

"نحن هنا، في يافع، حيث لا يُنسى المجد، ولا تموت الروح."

تابعت الأطفال وهم يتعلمون الرقصات، وكأنهم يتعلمون لغة القلب،ورأيت النساء وكأنهن حارسات التاريخ، يحملن في أعينهن نور الأمهات والجدات.

شعرت وكأن صوت الطبول القديمة يخاطبني أنا، في غربتي، في حنيني، في لحظات بحثي عن المعنى.

مهرجان يافع التراثي 2025 لم يكن مناسبة فقط،

بل كان رسالة:

أن الهوية حين تُروى بصدق، تصل حتى من لم يحضرها.