رثاء الفقيد العميد علي ناصر سعيد ركن الأسرة… وعمود القبيلة

(أبين الآن) خاص
بقلوب يعتصرها الألم، وعيون تفيض بالدموع، نودع اليوم قامة وطنية واجتماعية وإنسانية سامقة، رجلًا لم يكن مجرد عميد في رتبته، بل كان عميدًا في المروءة، في الكرم، في الحلم، في العطاء...
نودع اليوم أخونا وركننا الثابت العميد علي ناصر سعيد فضل الدنبوع مدير المرور في محافظة أبين، الذي شكل بفكره وسلوكه وتاريخه ركيزة أساسية لأسرتنا، وعنوانًا بارزًا لقبيلتنا، ومصدر فخر لأهله ومحبيه.
لقد كان الفقيد -رحمه الله- من أولئك الرجال الذين قل أن يجود الزمان بأمثالهم، رجلًا فتح قلبه قبل أن يفتح بابه، وكان بيته، في مدينة زنجبار أولًا، ثم في العاصمة عدن، بيتًا لكل محتاج، مأوى لكل عابر سبيل، وملاذًا لكل صاحب حاجة، لم يعرف الحواجز الطبقية ولا الفوارق الاجتماعية، فقد آمن بأن خدمة الناس شرف، وأن الوقوف مع الضعفاء والمحتاجين واجب.
تميز الفقيد بسخاء لا يجارى، وببساطة تجعل الكبير والصغير يشعر أنه من أهله، وبحكمة أهلته ليكون مرجعًا يحتكم إليه عند الشدائد، لم يكن يومًا باحثًا عن ضوء أو شهرة، بل كان الضوء نفسه، يضيء دروب الآخرين دون أن ينتظر المقابل.
خدم وطنه بإخلاص، وخدم مجتمعه بمحبة، وخدم قبيلته بإيثار، كان للجميع، وها هو يرحل ويترك في قلوب الجميع ألمًا لا يوصف، وفراغًا لا يملأ.
إننا ونحن نرثيه، لا نرثي شخصًا عابرًا، بل نرثي ذاكرة من المجد، وتاريخًا من العمل الصادق، ووجهًا بشوشًا طالما قابل الناس بالابتسامة والمروءة، إن مصابنا فيه جلل، والخسارة كبيرة، ولكن عزاءنا أن الأثر لا يموت، وأن الرجال العظماء تبقى سيرتهم حية، تنير الدروب للأجيال القادمة.
رحمك الله يا عميد القلوب، وغفر لك، وجعل قبرك روضة من رياض الجنة، وجزاك عنا وعن أهلك ومحبيك خير الجزاء.
إنا لله وإنا إليه راجعون.
الأسيف د. غسان ناصر عبادي