الخوف من المستقبل يعيق الحسم.

في خضم التحولات المصيرية التي تمر بها اليمن تبرز معضلة جوهرية طالما أخرت الحسم وأربكت المشهد السياسي والميداني وهو التخوف من المستقبل. ليس فقط من مآلات الصراع بل من شكل السلطة القادمة ومن سيتصدرها، ومن سيتم إقصاؤه.

يتساءل الكثيرون اليوم خصوصا الجهة التي يعول عليها قد بدأ نجمها يلمع : هل الجهة التي يعول عليها في إنقاذ البلاد ستكون فعلا منصفة؟ هل ستبني الدولة على أساس الكفاءة والعلم والنزاهة أم ستعيد تدوير نفس الوجوه التي فشلت ميدانيا وأدارت مناطقها بالولاءات والمصالح الضيقة المسماه قوه ارض الواقع ؟

قيادات الواقع رغم ما تملكه من نفوذ أثبتت في كثير من الأحيان فشلها في البناء وبعضها تورط في استثمار الصراع وتكريس الجهل والفوضى واستغلت سقوط الدولة للسيطرة على السلطة وابعدت الكوادر ومع ذلك لا يمكن تجاهل قدرتهم على التأثير المباشر في مجتمعاتهم وهذا ما يجعل التعاطي معهم واقعا لا مفر منه.
لكن الوطن لا يبنى بالوجاهة وحدها ولا تستقيم الدولة بالترضيات ولا بد من حضور حقيقي للعقول، للمتعلمين، للمثقفين، لأصحاب الرؤى والمشاريع هؤلاء  من يكتبون السياسات ويؤسسون للتغيير ويقودون الإصلاح العميق لا العابر.

المعادلة ليست في الإقصاء بل في الموازنة العادلة بين من يملكون السيطرة ومن يملكون الرؤية بين أهل الأرض وأهل العقل و أي مشروع لا يجمع الاثنين مشروع مشلول وسيتم التجنيد ضده مستقبلا 
لذلك الرهان على الكفاءات ليس ترفا بل ضرورة وطنية واليمن لن يتعافى مالم تفتح امام الجميع ابواب المشاركة الحقيقية بعيدا عن معايير الولاء والقبيله والوساطة واقرب الى معايير النزاهة والكفاءة والخبرة،
فالإنصاف لا يعني ان تسترضي القيادات فقط بل إن تمنح الفرص ايضا لمن يحملون المؤهلات والرؤى والخبرات من ابناء هذا الشعب.