قصة المقوتي والمزرعة التي اختنقت بنايلون قات
في أحد أحياء منطقة باتيس الزراعية ، كان "احمد"، شابًا نشأ وسط أرض زراعية ورثها عن والده. أرضٌ خضراء، كانت تحتضن الطماطم والبسباس وأشجار المانجو. لكن بعد الحرب، ومع اشتداد ضيق المعيشة والغلاء ، اضطر "احمد" أن يعمل شغل اضافي كمقوتي يبيع القات ليؤمّن قوت أسرته.
كان يومه يبدأ بشراء القات وتعبئته في سلّتين نايلونيتين يوميًا لكل ربع حبة . في البداية، لم يفكر كثيرًا في أين تنتهي تلك الأكياس. لكن بعد عامين، بدأ يلاحظ شيئًا غريبًا: الأرض الي تورثها من والده صارت صلبة متصحرة، لم تعد تمتص الماء كما كانت، والجذور تختنق، وأشجار المانجو تذبل رغم الري.
ذات صباح، خرج ليتفقد مزرعته، ليجد عشرات الأكياس عالقة في قنوات الري وتحت الشجيرات. النايلون منع التهوية، وسدّ الماء، وأطلق سمومًا في التربة. وبدأ "احمد" يدرك أن القات الذي يبيعه لا يؤذي نفسه و أسرته اقتصاديًا فقط، بل يُسهم في خنق مزرعته، وتدمير البيئة التي عاش فيها طفولته.
قرر "احمد " أن يغيّر نمط حياته. بدأ يجمع أكياس النايلون، ودوّن قصته في صفحته بالفيسبوك لتصل للناس وكتب عبارة : "الأرض التي أطعمتني تختنق بنايلون قاتكم، فهل من صحوة؟".