الكتابة بلغة القلوب.!!
بقلم: منصور بلعيدي_
الكتابة بلغة القلوب لها وقعها الخاص على مشاعر المتلقي.. تنعش الروح وتطرب القلب وتذكي الخيال السابح في فضاءات الوجود الانساني اللامتناهي..
انها اشبه بسيمفونية موسيقية راقية تهز فرائص الوجدان وتصل مباشرةً الى القلوب صافية نقية من الشوائب فتتلقاها القلوب بالقبول والتفاعل، فكل ما صدر عن القلب يصل الى قلوب الاخرين مباسرةً دون حواجز.
فعندما يكتب العقل تكون الكلمة أجمل، وعندما يكتب القلب تكون الكلمة أصدق، وعندما يكتب الضمير تكون الكلمة أعمق.
تلك هي أبعاد التعبير الحقيقي، التي تتجاوز حدود الكلمات لتلامس جوهر الإنسان وعمق وجدانه.
في عالم الكتابة، هناك من يقرأ ما أكتب بعقله، فيفهم المعنى الظاهر، ويستوعب الأفكار بشكل منطقي، لكنه يظل بعيدًا عن عمق المشاعر والأحاسيس التي أريد أن أُوصلها. وهناك من يقرأ بقلبه، فيشعر بما أكتب من خلال إحساسه، ويستشعر نبضات الكلمات، لكنه قد يفتقد أحيانًا إلى الفهم الكامل للرسالة.
أما القليلون، فهم من يقرأون بمشاعرهم، فيتواصلون مع النص على مستوى الروح، ويشعرون بعمق المعنى، ويصلون إلى جوهر الرسالة، لأنهم يمتلكون نفس إحساسي، ويفهمون أن الإحساس هو لغة القلوب التي لا تحتاج إلى ترجمة.
وفي النهاية، لن يفهمك إلا من كان له نفس إحساسك لأنه الوحيد الذي يستطيع أن يقرأ بين السطور، ويفهم ما وراء الكلمات، ويشعر بما لم يُقال. فالإحساس هو لغة القلوب، التي تتجاوز حدود المنطق، وتصل إلى أعماق الروح، حيث تتلاقى الأرواح وتتواصل بلا كلمات.
إنها دعوة للتواصل الحقيقي، الذي ينبع من القلب، ويعبر عن أسمى معاني الإنسانية، حيث تتلاقى القلوب وتتحد المشاعر، ليصنع كل منا لغة خاصة، لا يفهمها إلا من يمتلك مفتاحها: إحساسه الصادق.