مراسيم تنصيب الشيخ سليم الرهاوي شيخا لقبيلة الرهوي دقار في رخمة بيافع

يافع (أبين الآن) عبدالرقيب السنيدي وحسين المحرمي
في مشهد جسّد متانة الإرث القبلي وعراقة التقاليد الجنوبية والترابط والتماسك الاخوي، احتضنت منطقة دقار-رخمة بمديرية رصد في محافظة أبين، مراسيم قبلية مهيبة، شهدت حضوراً حاشداً من مشائخ قبائل يافع، إلى جانب شخصيات عسكرية واجتماعية بارزة، قَدِموا من مختلف مديريات يافع، للمشاركة في مراسيم تنصيب الشيخ سليم محسن عبدالرب الرهوي شيخاً لقبيلة "الرهوي" – رخمة، دُقّار.
وقد تميّزت الحفل بأجواء احتفالية مفعمة بالهيبة والوفاء، تخللتها فقرات استعراضية ورقصات شعبية متجذرة من التراث اليافعي الاصيل، عكست روح الأصالة والانتماء القبلي، وأكدت على استمرارية تقاليد المشيخة والولاء القبلي كجزء لا يتجزأ من النسيج الاجتماعي الجنوبي.
تنصيب بحجم التاريخ.. وصوت القبيلة
جاء هذا التنصيب في لحظة فارقة، تُعيد التوازن للمشهد الاجتماعي في يافع، وتبعث برسالة واضحة بأن القبيلة لا تزال حاضرة بثقلها، قادرة على حسم خياراتها وحماية نسيجها الذاتي، في زمن تعصف فيه التحديات بمختلف المسارات.
لم تكن الحشود التي تدفقت إلى رخمة مجرد حضور شكلي، بل كانت بيعة ميدانية، وموقف شرف، وترسيخ لشرعية اجتماعية متوارثة عبر الأجيال لقبيلة الرهاوي الأصيلة التي كانت ومازالت متعمقة في جذور التاريخي الإسلامي، بل ومكانتها بين القبائل اليافعية والجنوبية الاصيلة.
وبعد عملية التنصيب، القى الشيخ سليم محسن عبدالرب الرهاوي كلمة عبر من خلالها عن اعتزازه بالثقة من قبل أبناء القبيلة، شاكرا كل الحاضرين من القيادات العسكرية ومشائخ القبائل والشخصيات الاجتماعية الذي شهدت الحفل، مؤكداً التزامه الكامل بالحفاظ على تماسك القبيلة، والعمل بصدق وجدية لخدمة أبنائها، والوقوف إلى جانبهم في قضاياهم واحتياجاتهم، والسعي نحو تحقيق العدالة الاجتماعية وحماية النسيج القبلي، وتجديد للعهد وامتداد للهوية، كما القيت كلمات باركت للشيخ سليم الرهاوي هذا التنصيب، حيث شهد الحفل القاء العديد من القصائد الشعرية التي نالت استحسان الحاضرين.
حيث تُعد هذه الخطوة تتويجاً لروح التكافل والتلاحم القبلي، حيث لا تزال المشيخة في يافع تُمارس دورها التاريخي في حفظ التوازن المجتمعي، وحماية العادات، وحل النزاعات، وتمثيل الصوت الحر لأبناء الأرض، ولعل ما شهدته رخمة اليوم لم يكن مجرد "فعالية تنصيب"، بل كان إعلان ولاء وتجديد للعهد، وامتداداً حيّاً للهوية الجنوبية اليافعية، الراسخة كجبال يافع الشامخة.