تأثيرك وانطباع عملائك عنك
كتب : حسين أحمد الكلدي
لسنين طويلة من التعامل مع العملاء في سوقٍ واسعة، نشطة، متغيّرة، جذابة، ومتلهفة لكل جديد، وجدتُ نفسي في خِضم هذا المجال الواسع والضخم، على مدى قرابة 45 عامًا، في تجربةٍ فريدةٍ وغنية، مليئةٍ بالعطاء والمفاجآت. ومن خلال هذه المسيرة، أتقنتُ التعامل مع الآخرين في عالم الموردين والعملاء، وكنتُ دائمًا أترقب ردود أفعالهم، التي تعبّر عمّا أتمتّع به، وعن منتجاتي في السوق من قبول. كما كنت أحرص على معرفة ما يُقال عني، أو ما يُتداول في غيابي بين العملاء ومندوبي المبيعات الآخرين. كنت أطرح على نفسي باستمرار أسئلة جوهرية:
ما هي النظرة المفيدة والإيجابية التي أتركها لديهم؟
ما هو الانطباع الذي يظل عالقًا في أذهانهم؟
وما هي البصمة التي تدل على الأثر الذي أحدثته في العملاء الدائمين والمحتملين؟
أيًّا كان هذا الشيء، فقد كنت حريصًا على أن يكون العميل مستعدًا ذهنيًّا ليقول عنك للآخرين إنك الأفضل، حتى في غيابك. بل كيف يمكن لأي شخص أن يُهيّئ نفسه ليشتري منك، ويعتبر نفسه أحد مندوبي المبيعات في شركتك؟
إن هذا المبدأ بسيط للغاية: قدّم نفسك كما لو أنك تعمل لصالح العملاء، لا لصالح شركتك.
عندما تساعدهم بصدق في تحقيق أهدافهم، تُولد لديهم قناعة راسخة بك، ويثقون بأنك صديقٌ يسعى إلى مصلحتهم. ومن خلال تعاملك الصادق، تظهر نصيحتك المخلصة، ويُطلق على هذا النوع في عالم المبيعات: عامل الصداقة. في الحقيقة، إن موظفي المبيعات الناجحين تقوم علاقاتهم مع العملاء على أساس من الصداقة. فنحن جميعًا نُفضل التعامل التجاري مع من نحبهم ونرتاح إليهم. كلما كانت لديك علاقات كثيرة وقوية قائمة على الصداقة، عملتَ أكثر، وازداد نجاحك، وتعاظم رصيدك المالي. ولهذا يجب أن تعتبر عملاءك القدامى، والمحتملين، أصدقاء، يرون أنفسهم أفضل موظفي المبيعات لديك. فهم لا يشعرون بأنك تبيع لهم، بل يرون أنفسهم شركاء ومستشارين. وكلما علّمت عملاءك كيف تُستخدم منتجاتك، وكيف يستفيدون منها، وكيف تخدمهم في حياتهم، أصبحوا بدورهم يعلّمون عملاءهم نفس الشيء، واعتبروك صديقًا موثوقًا. من هنا، عليك أن تُقدّم نفسك لعملائك كما لو كنت تعمل لصالحهم، لا لصالح شركتك. ومندوب المبيعات الناجح هو من يتمتع بمعرفة أوسع وأعمق بوضع العميل، مما يجعله المرشح الأفضل لعقد الصفقة المرتقبة. وكلما اعتبرت نفسك أكثر معرفة، وأصبحت بمثابة المعلّم، زادت احتمالية أن تُنظر إليك كمستشار وناصح موثوق، وتُصبح جديرًا بالثقة. كل مندوبي المبيعات الذين يؤمنون بما يفعلون، ويحبّون أعمالهم وعملاءهم، هم من يتقنون التفاوض، وتكون لديهم إمكانيات غير محدودة. ومن هذا المنطلق، فإن العملاء، قبل أن يدرسوا بجدية التعامل معك، يتأكدون من أن موظف المبيعات والشركة – على السواء – سوف يفيان بالتزاماتهما بعد أن يتحوّل المال إلى حساباتهم في عالم المبيعات الانطباع الذي تتركة لايشترى بل يصنع .
30/7/2025