سلسلة رواد العمل الإنساني (11).. الدكتور /طارق سنان أبو لحوم قائد العطاء المستدام
يُعد الدكتور طارق سنان أبو لحوم نموذجًا فريدًا في ريادة العمل الإنساني باليمن، حيث جمع بين التفوق الأكاديمي والعمل الخيري المؤسسي، تاركًا خلفه إرثًا خالدًا من العطاء المستدام.
نشأة متجذرة في العطاء
وُلد الدكتور طارق أبو لحوم عام 1946م في محافظة إب ، ونشأ في أسرة ذات مكانة اجتماعية مرموقة، مما غرس فيه إحساسًا عميقًا بالمسؤولية تجاه مجتمعه. هذا الوعي المبكر دفعه إلى السعي نحو العلم، فسافر إلى فرنسا لدراسة الطب، ثم إلى تونس للتخصص في طب الأطفال، وحصل على درجتي الماجستير والدكتوراه. تميز الدكتور طارق بإتقانه للغتين الفرنسية والإنجليزية، مما وسّع آفاقه المعرفية.
الرؤية التعليمية والتنموية
بعد عودته إلى اليمن عام 1985م، انضم الدكتور طارق إلى هيئة التدريس بجامعة صنعاء وترأس قسم الأطفال. لكن رؤيته لم تقتصر على التعليم الأكاديمي التقليدي، بل آمن بأن التعليم هو أساس التنمية المجتمعية. لذا، كان له دور محوري في تأسيس جامعة العلوم والتكنولوجيا عام 1993م، والتي أصبحت نموذجًا متميزا للتعليم الأهلي باليمن بشهادة وزارة التعليم العالي واسهاماتهاالمتنوعه لخدمة المجتمع. وتولى رئاسة مجلس أمناء الجامعة ومجلس إدارتها، كما ساهم في تأسيس مدارس النهضة. مما يؤكد إيمانه الراسخ بالتعليم كأداة للتغيير الإيجابي.
ريادة العمل الإنساني
يُعد تأسيس جمعية الإصلاح الاجتماعي الخيرية عام 1990م، مع رفقا الدرب في العمل الإنساني الدكتور حميد زياد والبروفيسور داؤود عبدالملك الحدابي ، وتعد الجمعية أحد أبرز إنجازات الدكتور طارق أبو لحوم. لم تكن هذه الجمعية مجرد منظمة لتقديم المساعدات ، بل ركزت على مشاريع التنمية المستدامة:من بناء المساجد ودعم طلاب العلم وكفالة الأيتام والأرامل والتأهيل لسوق العمل والاهتمام بالمشاريع الإغاثية و الاجتماعية.(المياه والاصحاح البيئي والصحه والتغذية والتعليم والحماية والماوى وسبل العيش). وامتدت جهودها الإنسانية إلى خارج اليمن، فقدمت الجمعية المساعدات للمتضررين في أفريقيا، والبوسنة، وفلسطين، وسوريا، مما يؤكد رؤيته الشاملة التي لا تعرف الحدود والتي امتد خيرها الى يومنا هذا في أغلب محافظات الوطن، حيث إن إجمالي عدد المستفيدين من برامج ومشاريع الجمعيه لعام 2024م عدد (4،524،890)فرد . وكان يؤمن بمقولتة: "أن تُعطي تكون أكثر سعادة من أن تأخذ". "لم أجد ذاتي الا في العمل الإنساني"، وهو ما جسده في كل أعماله.
إرث خالد
توفي الدكتور طارق أبو لحوم عام 2014م، عن عمر ناهز 68عاما ودفن بصنعاء ،لكن إرثه لا يزال حيًا ومؤثرًا من خلال المؤسسات التي أسسها والتي ما زالت تخدم المجتمع. لقد ترك نموذجًا يحتذى به يجمع بين القيادة الأكاديمية والعمل الخيري، مما يجعله رمزًا خالدًا في سلسلة رواد العمل الإنساني.
الدروس والعبر من حياته
التعليم أساس التنمية العمل المؤسسي ضمان الاستمرارية الإنسانية لاتعرف الحدود *الجمع بين العلم والعمل الخيري القيادة المؤثرة تضع رؤيةبعيدةالمدى.
المراجع:
تقارير جمعية الوصول الإنساني. أسرة المرحوم موقع جامعة العلوم
د. عبدالله رمضان باجهام
باحث في العمل الإنساني
