المنتخب اليمني الشاب يصنع لجمهوره ما عجز عن صنعه الساسة

استطاعت أقدام لاعبي منتخبنا الشاب أن ترسم الفرحة والبهجة على شفاه ووجوه شعب ووطن بأكمله بعد أن عجزت عقول ساسة اليمن وأيديهم الملطخة بتعذيب هذا الشعب طيلة أكثر من عقد من الزمن بحروب ونزاعات وفساد أكل الأخضر واليابس، ولم يعد للابتسامة والبهجة حيز في حياة هذا الشعب المنهك من الصراعات والحروب.

هي المستديرة الخضراء التي تسري في دماء اليمنيين وحدها التي استطاعت أن تزيل ولو لبرهة من الزمن تلك الأحزان والأهوال التي يعيشها اليمنيون داخل الوطن المثخن بالمآسي والنكبات.

سيظل يوم الأربعاء الذي يتشاءم ويتطير منه البعض من مناطق اليمن يوم سعد وفرحة، بعد أن حقق فيه منتخبا اليمن الشاب والأولمبي فرحتين وفوزين ثمينين على حساب منتخبي سنغافورة والكويت، لتثبت الموهبة اليمنية أنها قادرة على صنع النصر مهما كانت الإمكانات والصعوبات والتحديات.

كتيبة الكوتش محمد النفيعي بعد الإعدادات والمعسكر الداخلي في صنعاء وخوض مباريات ودية مع فرق محلية لم يدر بخلد أبعد المتفائلين أن تحصد ولو نقطة واحدة، وهي الرصيد لمشاركات المنتخبات اليمنية في بطولات كأس الخليج، إلا أنها جعلت من المستحيل سهلاً وأثبتت أن المواهب اليمنية الشابة قادرة على قهر التحديات والإمكانات وصنع المستحيل بعد أن ظفرت بفوزين مستحقين أمام منتخبات قوية وعريقة في هكذا بطولات كقطر والكويت.

سيدون التاريخ الرياضي أن فتية سالوا المجد فاستجاب، كعادل عباس وعبدالرحمن الخضر والبرواني وموفق ومحمد النعمان والدجيل والحاج وعلي دليو ووضاح أنور وبقية شباب الأحمر اليمني، سطروا أروع الملاحم ورسموا على ملاعب المملكة العربية السعودية أجمل اللمسات الفنية والكروية، واستطاعوا أن يوحدوا بَعدُهم قلوب ملايين اليمنيين بعد أن صنعوا بأقدامهم المبدعة فرحتين جميلتين لا تُنسى: حين رفعوا كأس غرب آسيا للناشئين، وحين تأهلوا ولأول مرة في تاريخ الرياضة اليمنية إلى الدور نصف النهائي لكأس الخليج للشباب.

لا ننسى أن نتقدم نحن جمهور المنتخب اليمني في داخل الوطن بأجمل التحايا وجزيل الشكر والتقدير للاعب رقم واحد: الجمهور اليمني من المغتربين والمهاجرين المؤازرين للمنتخبات اليمنية حيثما حلت في أقطار العالم، في الخارج الذين هزت اهازيجهم وصدعت أصواتهم أرجاء مدرجات ملاعب كرة القدم العربية والعالمية لمؤازرة المنتخبات الوطنية، والذين أثبتوا للعالم أجمع أن اليمن وكرة القدم عشق وهيام يجريان في دماء اليمنيين مهما كانت المعاناة والآلام والتحديات.