اكتشاف 6.5 مليون هكتار من نخيل الزيت “المخفي” في إفريقيا

اكتشاف ثروة غذائية غير محسوبة.. نخيل الزيت البري يعزز الأمن الغذائي الإفريقي

اكتشاف 6.5 مليون هكتار من نخيل الزيت “المخفي” في إفريقيا
صور أقمار صناعية بدقة أقل من متر تُظهر أشجار نخيل الزيت المزروعة وغير المزروعة 

(أبين الآن) متابعات

لا يزال نطاق انتشار نخيل الزيت في البيئات غير المزروعة في أفريقيا مجهولاً، على الرغم من أهميته الاجتماعية والاقتصادية والغذائية والثقافية الكبيرة.


يشمل نخيل الزيت غير المزروع أشجاراً برية أو شبه برية تنمو في بيئات الغابات والغابات الزراعية والحدائق، وتظهر متفرقة أو تشكل مجموعات غير منتظمة.


بناءً على عينات طبقية وصور أقمار صناعية على عمق أقل من متر، تم تقدير مساحة نخيل الزيت غير المزروع في أفريقيا بـ 6.53 ± 0.99 مليون هكتار، وهي مساحة غير مذكورة إلى حد كبير في الإحصاءات الرسمية، ولكنها منتشرة على نطاق واسع في قرى غرب ووسط أفريقيا.

يُسلط هذا النوع من نخيل الزيت، الذي لم يُوثّق سابقاً، الضوء على الدور المُحتمل لهذا النوع من نخيل الزيت في دعم سبل العيش المحلية ونظم الغذاء غير الرسمية.

تُعدّ النتائج ذات أهمية كبيرة لوضع سياسات أكثر وعياً بشأن أنظمة الغذاء واستخدام الأراضي في أفريقيا.


حيث كشف باحثون عن وجود 6.5 مليون هكتار من نخيل الزيت البري وشبه البري والمزروع في الحدائق عبر إفريقيا، وهي مساحة تعادل ثلاثة أضعاف حجم جميع المزارع التجارية بالقارة مجتمعة.

الدراسة، المنشورة في دورية  Environmental Research Food Systems، حلّلت 11,800 صورة فضائية عالية الدقة لرسم خريطة لنخيل الزيت غير المرتبط بالمزارع التجارية، والذي تغفله الإحصاءات الرسمية تمامًا.

وعلى عكس المزارع المنتظمة، ينمو هذا النوع من النخيل متناثرًا بين الأشجار والمحاصيل الأخرى، مما يجعله شبه غير مرئي لطرق الرصد التقليدية.

وقال الباحث الرئيسي الدكتور أدريا ديسكالز من جامعة أنتويرب: “معظم نخيل الزيت في إفريقيا ينمو خارج المزارع، في بيئات برية أو شبه برية، وغالبًا قرب القرى. وقد ظل هذا المورد غير مرصود رسميًا حتى الآن.”

مقارنة مساحات زراعة نخيل الزيت المزروعة وغير المزروعة (مليون هكتار) في الدول الأفريقية
مقارنة مساحات زراعة نخيل الزيت المزروعة وغير المزروعة (مليون هكتار) في الدول الأفريقية
تتصدر الكونغو الديمقراطية القائمة

وأظهرت النتائج وجود نخيل الزيت البري قرب 79% من القرى في غابات الكونغو المطيرة، وحوالى نصف القرى في غرب إفريقيا.

وتتصدر جمهورية الكونغو الديمقراطية القائمة بمساحة 2.5 مليون هكتار، تليها نيجيريا بـ1.9 مليون هكتار.

وتحمل هذه النتائج دلالات مهمة لفهم الأمن الغذائي في إفريقيا، إذ يُستخدم  زيت النخيل الأحمر تقليديًا كمصدر للدهون والفيتامينات الأساسية التي تفتقر إليها العديد من الأنظمة الغذائية الإفريقية.بقالةبقالة

وتشير الاكتشافات إلى أن “فجوة الدهون” الغذائية قد تكون أقل حدة مما كان يُعتقد سابقًا، رغم الحاجة إلى مزيد من الدراسات لمعرفة مدى مساهمة هذا النخيل في غذاء السكان.

وقال البروفيسور دوجلاس شيل من جامعة فاخينينجن: “تركز الإحصاءات الزراعية الرسمية على المزارع التجارية وتتجاهل الزراعة المعيشية ومصادر الغذاء البرية، إن فهم هذه الأنظمة الغذائية يمكن أن يسهم في صياغة سياسات أفضل للأمن الغذائي والتنمية.”

وقد اعتمد البحث على تفسير بصري لصور أقمار صناعية فائقة الدقة، مع التحقق من النتائج عبر نقاط ميدانية متعددة لضمان الدقة.