كان الصرف مرتفع والدنيا بخير انخفض الصرف وقلت معه الفلوس بتأخر (الرواتب)
لا يخفى على الكثير منا اليوم ما عاناه المواطن خلال الآونة الأخيرة قبل تراجع صرف الريال وتعافي العملة الوطنية امام العملات في خطوة إيجايية من الحكومة لتدارك الوضع الكارثي والمتأزم للإقتصاد الوطني ومعاناة الشارع الجنوبي الذي وقوف صامت وعاجز بلا حول له ولا قوة امام هذا الإنهيار التدريجي والمتسارع للوضع الإقتصادي للبلاد خلال الفترة الاخيرة.
لكن ولله الحمد بدأ هذا الوضع بالتحسن تدريجيا بفضل من الله عزوجل ثم بحزمة القرارات التي إتخذتها ألحكومة مؤخرا الساعية منها الى إنتشال هذا الوضع المزري.
لكن الغريب في الأمر اليوم هو أنه لما كان صرف العملة مرتفع نلاحظ بان الدنيا كانت بخير من حيث صرف الرواتب وقدرة المواطنين الشرائية لميسوري الدخل حيث كانت هناك في حركة شرائية معتادة حتى مع إرتفاع الصرف وغلاء المؤن كما ايضا بالمقابل هناك فئة من المواطنين محدودي الدخل لم يستطيعوا معها مجارات إرتفاع الأسعار الأ من رحم ربك، ومع تحسن الوضع وتعافي العملة الوطنية أستبشر المواطن البسيط خيرا بهذا التحسن وبالقرارات المتخذة من الجانب الحكومي لمعالجة الوضع المتأزم لكن للأسف الشديد لم تكتمل ايضا فرحة المواطن وخاصة الموظفين منهم وذلك بسبب تأخر صرف المرتبات لمختلف القطاعات الحكومية المدنية العامة والخاصة لثلاثة اشهر متتالية وهانحن على أعتاب الشهر الرابع أضف الى ذلك تأخر صرف رواتب المؤسستين العسكرية والأمنية الذين يدخلون شهرهم الرابع تقرببا من دون رواتب.
والسؤال هنا يطرح نفسه لماذا هذه المتغيرات التي طرأت فجأة ومباشرة بعد تحسن العملة ونزول الصرف وتعافي الاسعار ومنها تأخر صرف المرتبات لكافة القطاعات المدنية والعسكرية لماذا ؟
لماذا لم تستمر الحكومة في تطبيق بقية البنود والإصلاحات الاخرى حسب المراحل والفترة الزمنية التي حددتها رئاسة الحكومة ومنها الالتزام في دفع المرتبات شهريا وبأنتضام؟
مالذي يمنعها من ذلك ؟؟
ام في شيئ آخر من وراء الأكمة لا يعلم حيثياته المواطن او الشارع الجنوبي.
في رأيي ان ما اتخذه دولة رئيس الوزراء وزير المالية الأستاذ/ سالم صالح بن بريك من قرارات من شأنها إصلاح الوضع الإقتصادي للبلد. وإنتشاله من هاوية الأنهيار كل ذلك يصب في خدمة المواطن ومصلحة البلاد بشكل عام وعلى مجلس القيادة الرئاسي والمجلس الإنتقالي وكذلك دول التحالف العربي والمجتمع الدولي ككل تأييد تلكم القرارات والإصلاحات التدريجية المطروحة على الطاولة والوقوف امامها ودعمها بشكل كبير للخروج من هذا الوضع الكارثي للبلد
ليس العكس كما يحدث اليوم في محاولة من بعض الأطراف المحسوبة في البلاد من فقدوا مصالحهم مع اول وهله من تطبيق تلك القرارات وإلاصلاحات قاموا خلالها بعرقلة وتقويض هذه الإصلاحات منهم لإعادة الوضع الى ماكان عليه في السابق والى نفس الدوامة ومعاناة المواطن وذلك خدمة لمصالحهم ومآربهم لاغير بعد فرض سلطة الأمر الواقع التي رأى المواطن معها النور لمستقبل جديد وواعد بالخير والعطاء له ولهذا البلد.
كل هذا متى ماتم تطبيق بنود هذه الإصلاحات والمضي في دعمها من كافة الأطراف في حكومتا المناصفة.
وفي الختام لا يسعني إلا ادعوا عبر هذا المنبر الحر كل من له سلطة ورأي ومشورة وكل إنسان مسؤول وشريف في هذا البلد والى كل شرائح المجتمع بكافة اشكاله وأطيافه وإنتمائاته السياسة والحزبية ومن بعدهم التحالف العربي والمجتمع الدولي بشكل عام ندعوهم منه الى الوقوف صفا والالتفاف خلف هذه القرارات ودعم الإصلاحات الجذرية التي إتخذتها الحكومة مؤخرا والضغط بقوة لتطبيقها لما فيها مصلحة المواطن بصورة رئيسية ومصلحة البلد بوجه عام.
هذا إذا كنتم ياتحالف دعم الشرعية حريصين فعلا كل الحرص كشعب شقيق في الوقوف بإنسانية الى جانب أشقائكم شعب الجنوب المغلوبين على أمرهم ومساعدتهم في الخروج من أزماتهم ونكباتهم والعمل على تنمية هذا الشعب وتطوره ودعم حقه في العيش بحرية وكرامة على ارضه وبين سماه .
والله من وراء القصد.