افتهان المشهري نظفت تعز حيّة وميّتة
بقلم: علي هادي الأصحري
رحم الله الأستاذة *افتهان المشهري* المرأة الحديدية التي أحبت مدينتها بصدق وخدمتها بإخلاص نادر فكانت نموذجاً نادراً للقيادة الميدانية والعمل الجاد.
كانت مديرة صندوق النظافة في تعز لكنها لم تكن مديرة مكتب فحسب بل كانت روحاً تجوب الشوارع ليلاً ونهاراً تتابع تراقب تعمل وتوجه لم يكن يهمها اللقب ولا المنصب بل كانت تنظر لتعز كبيتها ومسؤوليتها أن تظل نظيفة وآمنة وجميلة.
حتى وهي حية نظفت المدينة من أكوام القمامة التي كانت تملأ الأحياء فكان حضورها في الشارع كفيلًا بأن يبعث الأمل في نفوس الناس.
واليوم، بعد اغتيالها الغادر، لا تزال قضيتها تنظّف تعز من نوع آخر من القذارة من عصابات الاغتيال والإجرام التي لطالما عبثت بأمن المدينة. فها هم الجناة يسقطون واحداً تلو الآخر وكأن روحها ما زالت حاضرة تلاحق كل يد آثمة تجرأت على قتل النقاء.
*افتهان المشهري* نظفت تعز حيّة وها هي تنظّفها ميتة فسلام على روحك الطاهرة وذكراك ستظل حيّة في قلوب كل من عرفك أو سمع بك.
رحمك الله ورفع مقامك وجعل دمك الطاهر لعنة تطارد كل فاسد وخائن.