ومضة برق في واقع التعليم المظلم ،،،

د. سعيد سالم الحرباجي

برعاية كريمة من قبل معالي وزير التربية والتعليم ا/ طارق العكبري ، وبتمويل من مؤسسة حضرموت - تنمية بشرية - انطلقت اليوم في مدينة المكلاء فعالية ورشة تطوير التعليم العام في اليمن ، والتي تأتي ضمن جهود معالي وزير التربية للنهوض بالعملية التربوية والتعليمية .

فرغم الصعوبات التي تعترض التعليم،  ورغم مرارة الواقع ، ورغم تعقيدات الوضع العام ...
إلا أنٌ معالي وزير التربية والتعليم قد بذل جهودأ كبيرة  - وبالشراكة مع مؤسسة حضرموت تنمية بشرية - لعقد هذه الورشة كمحاولة لتدارك وضع التربية ،  وصمود العملية 
التربوية والتعليمية  أمام العواصف التي تكاد تهوي به .

لذلك تأتي هذه الورشة كومضة برق  في هذا الواقع المظلم علٌها تلفت أنظار جهات الاختصاص - بدرجة أساسية-  والمجمتع بشكل عام إلى ضرورة إيجاد معالجات آنية فورية 
لوضع المعلم بما يضمن حفظ كرامته ، وتعزيز فاعليته ، وأداء مهامه بصورة مثلى .
وفي الوقت ذاته تؤسس لبلورة رؤية وطنية شاملة لتطوير التعليم العام في اليمن.

مما تجدر الإشارة إليه هنا إلى أنٌ عملية النهوض بالتعليم العام في اليمن ليست بمستحيلة إذا وجدت الإرادة الوطنية الصادقة .

ذلك أنٌ هناك دولأ مرٌت بظروف أصعب من ظروفنا ، وتجرعت ويلات الحروب الأهلية التي أحرقت الأخضر واليابس لسنوات طويلة  .

لكن ونتيجة لإرادة وطنية صلبة ، وقرارات سياسية تجاوز المصالح الذاتية والإنانية، ولوصول جميع الاطراف  إلى ضرورة التوافق للخروج من دوامة العنف ، والإهتام بالتعليم...
استطاعت تلك الدول أن تنهض من تحت الركام وأن 
 تتجاوز  كل تلك الصعوبات التي أعاقت التعليم حتى أصبحت - وفي فترة زمنية وجيزة - من الدول الرائدة في مجال التعليم.

من تلك الدول { رواندا} .
هذه الدولة أكلتها الحروب ، ودمرتها الصراعات بصورة فظيعة جدأ جدأ ..
  فخلال اربعة أعوام تجاوز عدد الضحايا (  المليون ) فضلأ عن النازحين ، والخراب ، والدمار الذي لحق بالبنى التحيية.

لكن ونتيجة لوقفة وطنية صادقة ، واستشعار أهمية التعليم.....
 استطاعت رواندا  أن تتجاوز تلك المحنة ، وأن تنهض بالتعليم ، وأن تطوروه في مدة زمنية قصيرة حتى اطلقوا عليها ( سنغافورة القارة السمراء) .

فقد صُنٌِفَتْ رواندا من قبل منظمة اليونسكو في عام 2014 بأنها من أفضل ثلاث دول في تجربة النهوض بالتعليم، وفقًا لليونسكو. 
أطلقت رواندا أول قمر صناعي خاص بها للاتصالات في عام 2019، مما يعكس اهتمامها بالتطوير التكنولوجي الشامل للنهوض بالتعليم. 
وصلت نسبة الأطفال المنتظمين بالدراسة في المرحلة الابتدائية إلى 97%، وفي التعليم المتوسط إلى 73%. 

هذه التجربة هي بمثابة ومضة برق  أرْسِلَ في نفق مظلم ، هي شعاع أمل نبثٌه اليوم لإحياء روح التفاؤل للنهوض بالتعليم ، والارتقاء به .

الوضع المزري لواقع التعليم في اليمن  يدفعنا دفعأ لوقفة جادة لوضع معالجات سريعة ، وفورية لضمان صموده أمام تلك الهزات التي تنال منه ، وتبني استراتيجيات طويلة الأمد للنهوض به ، وتطويره .

وهذا الأمر يتطلب إرادة سياسية جادة ، ومشاركة مجتمعية شاملة من قبل جميع شرائخ المجتمع .

يحدونا أمل في أن تجد هذه الصيحة آذانأ صاغية ، وقلوبأ واعية ، ونفوسأ أبية ، وضمائر يقظة حتى ترى النور .

كل الشكر والتقدير لمؤسسة ( حضرموت - تنمية بشرية) على تبنيها إقامة هذه الورشة التوعية في ظل هذه الظرق الصعب التي تمر به العملية التربوية والتعليمية في اليمن .