التعليم بين البدائل والتجاهل. كارثة تطرق أبواب مدارسنا!

بقلم: علي هادي الأصحري

مقالي اليوم مختلف قليلاً لكنه نابع من وجعٍ عميق، من قضية تمسّ كل بيت يمني كل أب وأم يحلمان بمستقبلٍ لأبنائهما في وطنٍ بات فيه التعليم يحتضر.  
سأتحدث اليوم عن التعليم. وما أدراك ما التعليم!

لن أُجمّل الصورة، فالحقيقة مُرّة وأقولها دون مبالغة: ما يحدث اليوم في مدارس اليمن يُعتبر فضيحة تربوية لا يمكن السكوت عنها.  
قد نُحمّل الظروف تبعات كثيرة وقد نجد أعذاراً تحت مظلة الوضع الراهن لكن أن تتحول المدارس إلى مشاهد عبثية فهذا ما لا يمكن القبول به.

قبل أيام قام مدير إدارة التربية في إحدى المديريات بنزول ميداني مفاجئ لتفقد سير العملية التعليمية.  
وفي إحدى المدارس دخل إلى صف ثامن، ليتفاجأ بأن من يُدرّس الطلاب هو بديل وليس المعلّم الأساسي. وهذا ليس بالأمر الجديد، فظاهرة البدلاء باتت شائعة إذ أن بعض المعلمين يتركون وظائفهم بحثاً عن عمل آخر ويُحضرون بدلاء عنهم مقابل ربع الراتب!

لكن الكارثة لم تكن هنا بل في ما يدرسه الطلاب
اكتشف المدير أن البديل يدرّس الصف الثامن من كتاب الصف الرابع
وعندما سأله المدير مستنكراً  
كيف تدرّس صفاً كاملاً من كتاب لا يتناسب مع مستواهم؟ 
كانت الإجابة صادمة ومخجلة
قائلاً 
والله ما انتبهت من بداية السنة وأنا أدرّسهم من هذا الكتاب

أيُّ مصيبةٍ هذه؟  
كيف لم ينتبه؟ كيف لم يُلاحظ أن الدروس سهلة للغاية؟  
هل أصبح التعليم مجرد حضور وشرح والسلام؟