المواطن في وادي حضرموت وأولوياته الأمن ومحاربة الإرهاب

في وقتٍ قياسي عاد الأمن والاستقرار إلى وادي حضرموت بفضل القوات المسلحة الجنوبية التي أثبتت كفاءتها كقوة عسكرية قادرة على تطهير المعسكرات والمواقع التي كانت سابقاً ملاذاً للعناصر الإرهابية. هذه المواقع التي لم تتحرك تجاه تلك العناصر لسنوات شكّلت نقاط تمركز لهم ما يثير تساؤلات حول طبيعة العلاقة التي جمعتهم ببعض القوى المسيطرة على الوادي.

طوال أعوام عانى المواطن في وادي حضرموت من هيمنة تلك القوى التي لم تقف إلى جانبه بل مارست سطوتها وتذرعت بالأعذار لتبرير تقاعسها. أما اليوم فالوضع مختلف تماماً. فعلى الرغم من أن الخطة الأمنية الرسمية التي تمثلها وزارة الداخلية لم تُفعّل بعد فإن المواطن بدأ يلمس تحسناً ملحوظاً في الوضع الأمني بفضل وجود القوات المسلحة الجنوبية.

هذه القوات التي تعمل على تأمين الخطوط وقطع الإمداد عن الميليشيات الإرهابية والحوثية أصبحت مطلباً شعبياً لا سياسياً. فبقاء القوات المسلحة الجنوبية في وادي حضرموت ضرورة تمليها حاجة الناس وليس مجرد قرار يُحسب للمجلس الانتقالي الجنوبي كممثل شرعي لأبناء الجنوب.

وبصفتي أحد أبناء هذا الوادي أؤكد أن المواطنين يثقون بقواتهم المسلحة الجنوبية في مواجهة الإرهاب. ومن هذا المنطلق أوجه رسالتي إلى الجميع كونوا سنداً للأمن وأبلغوا عن أي تحركات مشبوهة أو أنشطة مريبة سواء للأجهزة الأمنية أو لأقرب موقع عسكري. فالتبليغ لا يحمي موقعاً أو جندياً فحسب بل يحمي حياة إنسان خرج لأداء واجبه الوطني ويستحق منا كل دعم.

اليوم لم يعد المستهدف سياسياً أو عسكرياً فقط بل أصبح المواطن البسيط هدفاً مباشراً. قد يكون الضحية شخصاً بريئاً يمر في الطريق أو ينتظر وسيلة نقل أو يتواجد في موقع مكتظ بالسكان فيُستهدف فيروح ومن حوله ضحية. فالإرهاب لا يفرّق بين أحد وعدوه الأول هو الأمن.

ومن المهم أن يدرك المواطن أن الطموح في تحسين مستوى الخدمات لن يتحقق إلا بالحفاظ على الأمن والاستقرار. فبدون بيئة آمنة لن تُبنى المدارس ولن تُفتح المستشفيات ولن تُصلح الطرق. الأمن هو الأساس الذي تُبنى عليه التنمية وهو الضمانة لحماية الممتلكات العامة من العبث والتصرفات الفردية غير المسؤولة. نحن بحاجة أولاً إلى الأمن ومن ثم تأتي الخدمات.

ليكن كل مواطن رجل الأمن الأول فالمستهدف هو المواطن والحماية تبدأ من وعيه ويقظته. ومن هنا أدعو القوات المسلحة الجنوبية وقيادة المجلس الانتقالي الجنوبي إلى العمل على توحيد غرفة عمليات طوارئ مخصصة لتلقي بلاغات المواطنين وتعميم أرقام مجانية تشمل جميع شركات الاتصالات بما يسهم في حفظ السكينة العامة واستقرار المجتمع.

تحية طيبة وحفظ الله الوطن والمواطن
ودمتم في رعاية الله وأمنه