رواتب بالقطّارة.. وصبر على حافة الانفجار

بقلم: علي هادي الأصحري

في وطنٍ جريح تتآكله الأزمات وتنهشه الخيبات يقف الآلاف من الجنود ورجال الأمن والموظفين المدنيين في طوابير طويلة من الانتظار المؤلم لا ينتظرون منصباً ولا مكرمة بل راتباً تَأخّر كثيراً وبات يأتي كما تُسكب القطرات من صنبور مكسور.

أربعة أشهر تمرّ على البعض دون أن يلامس جيبه فلساً واحداً وإن جاء الراتب المنتظر جاء مبتوراً منقوصاً وكأنه هبة لا حقّ
كيف يمكن لجنود على الجبهات ولأسرٍ تبحث عن لقمة عيش أن تستمر في ظل هذا الانقطاع القاتل؟
هل يُعقل أن تُكافأ تضحيات الأبطال بهذا الإهمال المخزي؟ وهل يجوز أن يُعامل الموظف الشريف وكأنه عبء على دولة يديرها مسؤولون يتقاضون رواتبهم بانتظام بل وبإسراف؟

إنها ليست أزمة مالية فحسب بل أزمة أخلاقية وإدارية ووطنية بامتياز.
الوطن الذي لا يقدّر من يحمونه ومن يخدمونه يفقد شرعيته المعنوية قبل السياسية.

رسالة إلى رئاسة الدولة والحكومة
كفى تلاعباً بمصير الناس كفى تبريرات ووعوداً خاوية.  
آن أوان تحمّل المسؤولية والاعتراف أن تأخر الرواتب بهذه الصورة هو طعنة في ظهر الوطن والمواطن.

مطالبنا واضحة وبسيطة لكنها عادلة
صرف الرواتب بشكل منتظم وثابت دون تأخير.
عدم المساس بمستحقات العاملين تحت أي مبرر.
تعزيز الرقابة على الموارد المالية والحد من الفساد.
معاملة الجيش والأمن والمدنيين باحترام يليق بتضحياتهم.
الشعب لا يطلب معجزة بل حقّه. 
والأصوات ترتفع والصبر ينفد فهل من مجيب قبل أن تتحوّل المعاناة إلى انفجار لا يُحتمل؟