تغلغل خلايا الحوثي في الجنوب : تجنيد ممنهج وصمت مقلق.
تشهد محافظات الجنوب موجة غير مسبوقة من نشاط يرتقي ان يكون علني لخلايا تابعة لمليشيات الحوثي، وسط غياب واضح لأي تحرك فعّال من الأجهزة الأمنية في بعض المحافظات، وصمت رسمي مثير للقلق عن محاسبة المقصرين في هذه الاجهزة، ما أثار علامات استفهام كثيرة حول مستقبل الأمن والاستقرار في الجنوب
بحسب مصادر محلية، تم تجنيد مئات الشباب من مناطق جنوبية وإرسالهم إلى مناطق سيطرة الحوثيين، حيث يخضعون لدورات تعبئة عقائدية مكثفة تهدف إلى غرس أفكار طائفية متطرفة في عقولهم. وبعد انتهاء هذه الدورات، يُعاد هؤلاء المجندون إلى مناطقهم الجنوبية، ليشكلوا نواة لخلايا جديدة تعمل على استقطاب المزيد من الشباب.
اللافت أن عمليات التجنيد لا تتم بشكل عشوائي، بل تعتمد على شخصيات سياسية وتجارية وعسكرية نافذة. تقوم هذه الشخصيات بتجنيد شخصيات اجتماعية وقبلية وناشطين يتم اختيارهم بعناية للعمل الميداني في (التجنيد) يسافر هولاء إلى صنعاء ومسقط ويلتقون بقيادات حوثية وضباط في الحرس الثوري الإيراني، ويخضعون لاختبارات عدة ويتلقون دورات تثقيفة مكثفة في اساليب التأثير وفنون الاقناع ويعودون محمّلين بأموال ضخمة تُستخدم في التحريض ضد القوات الجنوبية، وشراء الذمم وتجنيد الشباب تحت أنظار الأجهزة الأمنية في بعض المحافظات الجنوبية التي تبدو عاجزة عن اتخاذ أي إجراءات حاسمة ضد هذه الشخصيات وتكتفي بالقبض على بعض الشباب المغرر بهم. كاسقاط واجب ومن ثم تعود الى سباتها العميق
و في ظل هذا الخطر المحدق، والتغلغل الحوثي الخطير جنوبا، يبقى السؤال الأهم:
هل يستمر الموقف الرسمي الجنوبي في ردع هذا التغلغل ومحاسبة المتورطين، في الغياب؟
هل ستسمح القيادة السياسية والعسكرية الجنوبية العليا ان يظل الباب مفتوحا أمام المزيد من الاختراقات الأمنية وتهديد النسيج الاجتماعي والسياسي في الجنوب.؟
هل تصم آذانها عن سماع الاصوات المطالبة بتحرك عاجل للقبض على الرؤوس الكبيرة والعقول المدبرة لعمليات التجنيد والمتواطئين معهم ، قبل أن تتسع رقعة التجنيد وتتحول الى ازمة مستفحلة يصعب السيطرة عليها.؟.
ويبقى الأمل في الله ومن ثم في قيادتنا كبير،