بلاد الواحدي بين ذكريات الزمن الجميل وحياتهم البائسة والحنين الدائم لعهد السلطنة

(أبين الآن)خاص
كتب / محضار المعلم
سلطة الواحدي هي إحدى سلطنات الجنوب العربي، وهي منطقة تاريخية تقع غرب حضرموت.
فقد كانت السلطنة الواحدية جزءًا من كيانات محمية عدن البريطانية، وانضمت لاحقًا إلى اتحاد الجنوب العربي، الذي ألغيت السلطنة فيه عام 1967م، وأصبحت جزءًا من محافظة شبوة.
أسست أسرة آل عبدالواحد هذه السلطنة بمنطقة حبان، وقد كانوا على قدر كبير من السياسة والحكمة والورع والأمانة والإخلاص واحترام رعاياهم ومن يقطن أراضي السلطنة، وهذه الثقة ولدت استقرارًا أمنيًا وتنمية في جميع القطاعات.
وهناك مستشارون اقتصاديون في سلطنة الواحدي، وقوة عسكرية استطاعت أن تؤمن حدودها التي تشمل مناطق ذات أهمية تاريخية واقتصادية، أبرزها ميناء قناة الشهير وحصن الغراب، ما منحها منفذًا بحريًا فاعلًا في حركة التجارة الإقليمية والدولية في فترات زمنية متقدمة، حتى أصبحت تمتلك موارد اقتصادية أثرت إيجابًا في الاقتصاد الوطني للسلطنة.
إن ذكريات سلطنة الواحدي أبَت أن تمحى من الذاكرة، وبعد الفينة والأخرى تظهر لنا وثائق هامة عن الحياة السياسية والتعليمية والاهتمام بالجانب الصحي، وصور تظهر مشاركة السلطنة في العمل لعقد وإبرام الاتفاقيات لحماية سكانها ومصالح العامة.
إن الحنين للماضي لمناطق الواحدي جاء لعدة أسباب، أهمها عدم الاهتمام الذي حصل لتلك المناطق وما يُعرف اليوم بالمديريات التي تمثل خريطة سكانية كبيرة وموقعًا استراتيجيًا هامًا وكادرًا بشريًا قادرًا على الإنتاج والعمل الإداري.
الوضع المزري الذي وصل إليه الوطن من تردي الخدمات والرواتب الحكومية والانهيار في العملة المحلية والانهيار الأمني والنظام الذي غيب بعد العام 1990، باعتبار أبناء مناطق الواحدي امتدادًا لحضرموت، حيث كانت عاصمة الدولة الحضرمية هي ميفعة ثم عرماء، وهناك عوامل مشتركة بين حضرموت وبلاد الواحدي في الانضباط والنظام والقانون والورع والزهد والثقافة العامة.