الدفتيريا تطرق أبواب مريس.. مناشدة لإنقاذ ما تبقى من الأرواح!
في الوقت الذي تتجه فيه أنظار العالم نحو تطوير الطب والوقاية من الأوبئة، تصحو مريس - إحدى مناطق محافظة الضالع - على كابوسٍ قديم يعود بثوبٍ جديد اسمه "الدفتيريا". مرض الخناق حيث البعض ظن أنه اندثر، ها هو اليوم ينهش أجساد الأطفال في مريس، ويهدد حياة المئات في ظل تدهور الخدمات الصحية، وشحّ الإمكانيات، وصمت الجهات المعنية.
الدفتيريا، أو كما يعرف محلياً بـ"الخناق"، مرض معد يصيب الحلق والجهاز التنفسي، وغالبًا ما يصيب الأطفال ويؤدي إلى مضاعفات قد تكون قاتلة إن لم يتم التدخل السريع بالعلاج والمضادات الحيوية واللقاحات اللازمة. لكن في مريس، لا مستشفى مؤهل، ولا أدوية كافية، ولا حتى حملات توعية للوقاية، وكأن حياة الناس هنا بلا قيمة!
لماذا مريس؟ ولماذا الآن؟
تعيش مريس منذ سنوات على هامش الاهتمام الصحي، حيث يضطر الأهالي لقطع عشرات الكيلومترات لأقرب مركز طبي، وقد لا يجدون فيه سوى الأبواب المغلقة أو الخدمات المنهارة. تفشي الدفتيريا اليوم ليس مجرد وباء، بل نتيجة طبيعية لتراكم الإهمال، وانهيار البنية التحتية للقطاع الصحي، وغياب الدولة بكل مؤسساتها.
الحالات التي ظهرت مؤخرًا، ومعظمها في صفوف الأطفال، تثير القلق. أعراض مثل الحمى، وصعوبة التنفس، وانتفاخ الرقبة، والتهاب الحلق، تنذر بكارثة إنسانية حقيقية، في منطقة لا تملك القدرة على المواجهة. يموت الطفل هنا ليس لأن المرض قاتل بالضرورة، بل لأن العلاج بعيد، والمصل غير متوفر، والوقت يمر ببطء قاتل.
رسالة إلى وزارة الصحة والمنظمات الإنسانية، أين وزارة الصحة؟ أين من يدّعون حرصهم على حياة المواطنين؟
نناشد من هذا المنبر كل من يملك صوتًا أو قدرة، منظمات الأمم المتحدة، الهلال الأحمر، أطباء بلا حدود، وكل الجهات المحلية والدولية: تحركوا فورًا!
أرسلوا فرق استجابة عاجلة، وفروا الأدوية، نفذوا حملات تطعيم عاجلة، وادعموا المراكز الصحية في مريس قبل أن يتحول المرض إلى وباء يصعب احتواؤه.
مريس ليست مجرد بقعة جغرافية، هي أرواح، هي أحلام، هي مستقبل أطفال يجب أن يُحمى. لا تتركوها وحدها في مواجهة مرض يعود من صفحات الماضي ليفتك بالحاضر. أنقذوا مريس قبل أن نبكي المزيد من الضحايا.
الوقاية ممكنة، والعلاج موجود، فقط نحتاج لإرادة إنسانية صادقة.
أنقذوا مريس أنقذوا أرواحًا لا ذنب لها إلا أنها وُلدت في منطقة لا تسمع صرخاتها.