المؤتمر الشعبي العام… حزب الرجل الواحد

إلى السادة في حزب المؤتمر الشعبي العام في ربوع اليمن، لقد آن الأوان أن تعترفوا بالحقيقة التي يحاول كثيرون إنكارها أنتم لستم حزباً مؤسسياً يمتلك استراتيجية ورؤية طويلة المدى، بل أنتم مجرد حزب الرجل الواحد.

منذ تأسيس المؤتمر الشعبي العام، ارتبط وجوده وصعوده وبقاؤه باسم الزعيم الراحل علي عبدالله صالح، وحسب لقد كان الحزب انعكاساً لشخصيته، وإرادته، وخياراته، لم يكن هناك مشروع فكري واضح، ولا رؤية سياسية متجذرة، بل كان المؤتمر أداة بيد الزعيم، يتحرك بقراره، ويتوقف بإشارته.

وحين رحل الزعيم، انكشف المستور الحزب بلا روح، بلا برنامج، بلا قيادة قادرة على حمل إرث سياسي حقيقي، تشتت الصفوف، وضاعت البوصلة، وظهرت الانقسامات التي كشفت أن المؤتمر لم يكن سوى مركب يقوده رجل، وما إن غاب القبطان حتى غرقت السفينة.

لقد كان صالح هو الرمز، والحزب، والقرار، وما سواه مجرد واجهات سياسية وإدارية تدور في فلكه، وحين انتهى الرجل، انتهى معه الحزب، وكأن قدر المؤتمر أن يعيش ويموت مرتبطاً بشخص واحد، لا بمؤسسة أو مشروع وطني طويل المدى.

اليوم، المؤتمر الشعبي العام أمام الحقيقة المرة كش ملك اللعبة انتهت، والزمن تجاوزكم، والتاريخ لن يرحم حزباً لم يستطع أن يتحول إلى كيان سياسي مؤسسي قائم بذاته، إن بقاءكم مجرد أشباح سياسية تتنازعون على فتات ماضٍ لن يعيده صراع المناصب ولا استحضار اسم الزعيم الراحل.

المؤتمر الشعبي العام مات بموت قائده، ومن لا يعترف بهذه الحقيقة يعيش في وهم الماضي، اليمن بحاجة إلى أحزاب وطنية حقيقية، تنشأ على أسس مؤسسية وبرامج واضحة، لا إلى حزب الرجل الواحد الذي ينتهي بانتهاء الرجل، ولا يكن مبني على ولاءات لأشخاص أو كيانات، اليمن بحاجة إلى أحزاب تنهض به، لا تنهش ما تبقى منه، الأحزاب كانت ولازلت مصدر دمار للاوطان، فحزب المؤتمر الشعبي العام انتهى ولن تقم له قائمة، لهذا السبب اعترفوا بهذه الحقيقة وتعايشوا مع الواقع، وارضوا بذلك..

ودمتم سالمين