كلية شبام: مبانٍ مجهزة بلا حياة ومستقبل بحاجة للإحياء

شبام (أبين الآن) سالم خراز
رغم مرور عقود على إنشائها لا تزال كلية العمارة الطينية في مديرية شبام محافظة حضرموت مبنى مجهزاً لم يُفعّل ولم تُفتح أبوابه يومًا أمام الطلاب هذا الصرح الذي كان من المفترض أن يكون منارة تعليمية فريدة ظل حبيس الغبار والإهمال وكأنما تحوّل إلى أطلال صامتة تسكنها الرياح لا الجن كما يتهكم أبناء المنطقة
المباني التي شُيّدت لتعكس تراث شبام المعماري تواجه اليوم خطر التآكل بفعل العوامل الطبيعية وغياب أي رؤية تشغيلية ما يجعلها عرضة للاندثار دون أن يستفيد منها أحد ويحمّل كثيرون الهيئة العامة للحفاظ على المدن التاريخية مسؤولية هذا الجمود واصفين إياها بأنها الهيئة العامة لدمار المدن في إشارة إلى فشلها في تحويل هذا المشروع إلى واقع يخدم المجتمع
في ظل هذا الواقع يثار التساؤل لماذا لا تُسلم المباني لإدارة التربية والتعليم للعمل على إعادة تأهيلها أو تطويرها بما يواكب احتياجات العصر لتصبح مركزًا تعليميًا فعّالًا يخدم شباب المنطقة
وتبرز أهمية هذا المشروع بشكل خاص في كونه يقع داخل نطاق المديرية ما يجعله خيارًا مثاليًا لتخفيف الأعباء عن الطلاب الذين يضطرون إلى التنقل لمسافات طويلة نحو مديريات أخرى للدراسة الجامعية وجود صرح تعليمي محلي سيقلل من تكاليف المواصلات ويمنح أبناء شبام فرصة عادلة للحصول على التعليم العالي دون عناء السفر
المديرية التي تُعد الوحيدة في وادي حضرموت بلا أي فرع جامعي بحاجة ماسة إلى هذا النوع من المبادرات التعليمية إعادة تشغيل كلية شبام لا تعني فقط إحياء مبانٍ مهجورة بل تعني إعادة الأمل لشباب المنطقة وربط الماضي المعماري العريق بمستقبل تعليمي واعد
دمتم في رعاية الله وحفظه