في يوم المعلم العالمي (5 أكتوبر)

في الخامس من أكتوبر، حين تحتفل الأمم بيوم المعلم، يقف قلمي حائرًا، يحبس أنفاسه قبل أن يخط حرفًا واحدًا في حق من علّمنا الحرف والكلمة، أحاول مرارًا أن أكتب ما يليق بمكانة هذا الإنسان العظيم، الذي خرج من تحت يديه المدرس والأكاديمي، والسياسي والقيادي، والجندي والضابط، والمهندس والطبيب، والحرفي والرئيس والوزير والسفير... كل هؤلاء كانوا تلاميذه، وكان هو البداية، ولكن يا للأسف، كم من هؤلاء تنكروا لفضله! أداروا له ظهورهم، بل وسخر بعضهم من مهنته، وكأن من علّمهم لا يستحق الاحترام، أو كأن التعليم بات عبئًا لا شرفًا.

عذرًا أيها المعلم...

في بلدي لا يُكرَّم التعليم كما ينبغي، بل تُرفع راية الجهل في وجهك كل يوم.

عذرًا أيها المعلم...

فكل جهد بذلته، وكل تعب تحملته، وكل مشقة صبرت عليها، كأنها ذهبت أدراج الرياح، ماذا أقول لك في يومك العالمي؟

بينما الأمم تفاخر بمعلميها وتُغدق عليهم التكريم، أنت هنا تُهان ويُستهزأ بك، وتُحرم من راتبك شهورًا طويلة — أربعة أشهر من المعاناة بلا مقابل، بلا تقدير، بلا إنصاف.

توقّف قلمي، وانحنى حزنًا أمام صبرك، وعجز عن مواصلة الكتابة، لكن رغم كل هذا، ستظل أنت المنارة التي نهتدي بها،

والشمعة التي تحترق لتضيء الطريق للآخرين،

ستبقى محل تقدير في قلوب طلابك الأوفياء الذين يعرفون فضلك ويجلّونك حق الإجلال.

ولا عزاء لأولئك الذين جحدوا، وتناسوا من كان لهم الأب والقدوة والموجّه.

سلام الله عليك أيها المعلم، في كل ربوع اليمن، وأنت تواصل العطاء رغم الألم، وتصرّ أن تبقى واقفًا في ميدانك، تصنع الأمل من قلب المعاناة.

سلام الله عليك أيها المعلم في كل ربوع اليمن..

ودمتم سالمين