الشيخ علاء سرور الحوشبي.. الأسد الهصور وضمير الأمة ورمز عزتها وكرامتها

الشيخ علاء سرور الحوشبي.. الأسد الهصور وضمير الأمة ورمز عزتها وكرامتها

(أبين الآن) تقرير | خاص

لا تكاد تمر مناسبة وطنية أو حدث اجتماعي أو قبلي إلا ويقترن ذكره بذكر المناضل الجسور صاحب البصمات الإنسانية والاسهامات الاجتماعية والأدوار الوطنية والمواقف الشجاعة والمشرفة، شيخ المشايخ، رئيس حلف قبائل الحواشب "الشيخ علاء بن أحمد محمد سرور الحوشبي"، بخطاباته المؤثرة التي تشبه الأهازيج الثورية، وكلماته التي تشعل في النفوس فتيل الحرية وتنفذ إلى الأعماق كأنها سهام من نور، وتمضي كالسيوف في وجه الظلم والخذلان، وتزهر كزهر الرمان في حقول العزة والكرامة.

هو الصوت الصادح بالحق، ومنبر الصدق، ومنارة الرأي الحكيم والقول السديد، إنه القامة الوطنية والنضالية الباسقة والشامخة، صاحب الأخلاق الفاضلة، والصفات الحميدة، إذا نطق، خُيل إلينا أن الوطن نفسه يتكلم، وإن كتب، أوجع الطغاة، وجبر خواطر المظلومين، وزرع أملاً في قلوب من طحنهم البؤس واليأس، نذر حياته للانتصار لقضايا المظلومين وفي الانحياز إلى جانب الحق وخدمة الوطن، ووهب نفسه للحرية، ولم يهادن يوماً في معركة الوطن والكرامة.

في كل كلمة ينطقها وفي كل موقف يتبناه يطالعنا القاضي الشيخ علاء الحوشبي بصورة ناصعة، تعيد الاعتبار والمجد والهيبه لأمة سادت في فترة من الفترات ثم بادت، فحين يكون في صف المقهورين لا يُجامل ولا يساوم ولا يهادن، بل يُجسد روحية الثائر حين تتحول مواقفه إلى شظايا تخترق جدران الصمت والخنوع، وبركاناً يتفجر حمما لاهبه على الطغاة والظالمين، هو من يقاتل في خندق الكرامة، وينصر المظلومين وينتصر لقضاياهم، ومن يحرس القيم الأصيلة والمبادئ المثلى الراسخة من التلاشي والإندثار والإنهيار، كان وسيظل نوراً في عتمة هذا الوطن، وشعلة في ظلام القهر.

جوهر القيادة: عندما تتوهج الروح الوطنية في محراب البذل والعطاء

في مسرح معتركات الحياة السياسية العتيقة، حيث تتشابك خيوط الكفاءة والخبرة والمؤهلات، غالبًا ما يُرفع تمثالٌ ضخمٌ للمخضرمين والخبرات وأصحاب الشهادات، على اعتقاد أن صرير الآلات الإدارية لن يهدأ إلا بعزفٍ متقنٍ من أنامل النخبة الأكاديمية والقيادية المتمرسة.

لكن، في منعطف مفاجئ وغير مألوف، نجد أنفسنا أمام حقيقة صارخة تتجاوز كل هذه المقاييس التقليدية، حقيقة لا تُدرّس في أرقى الجامعات ولا تُكتسب بالتدريب المتواصل تتمثل في الوطنية، تلك القيمة الجوهرية التي هي الأس والأساس الحقيقي لكل نجاح، وقبلةُ كل إخلاص، ونبضُ كل إصلاح.

فالمغالطة الكبرى التي نعيشها اليوم تتمحور في الاعتقاد بأن الأزمة تكمن في شح الكفاءات السياسية والإدارية والعسكرية. إلا إن نظرة فاحصة على المشهد العام تكشف أننا لسنا في حالة عوز للسياسيين المخضرمين أو الكفاءات العالية أو القيادات المدنية والعسكرية الكفؤوة. بل ربما نملك منها فائضًا كميًا لا يُستهان به.

لكن المصيبة لا تكمن في الكم، بل في الكيف الغائب، وتحديدًا في الافتقار إلى الوطنية الصادقة وقيم التفاني والإخلاص الوطني، فهذا المعيار اضحى كاللغز الذي يبحث عن حل، وهذا هو النقص الذي يدمر الأمم.

فما قيمة السياسي المخضرم إذا تجرد من الوازع الوطني؟ حيث يتحول إلى مجرد بهلوان مستهتر يمارس ألاعيبه الخطرة على مسرح الوطن، مستبيحًا مقدرات شعبه وثرواته لمصالح ضيقة. وما شأن الكفاءات العلمية والإدارية إذا كانت بلا إخلاص وطني راسخ؟ حين تغدو أدوات طيعة، يتم استغلالها وتُحرّيكها لمصلحة أطراف أخرى، داخلية أو خارجية، لا يهمها سوى تنفيذ الأجندة، ولو كان ثمنها التضحية بالمصير الوطني.

والأشد خطرًا هي تلك القيادات التي تتخلى عن حسها الوطني النبيل، وبدل أن تكون درعًا للشعب وحامية للحدود، تصبح سيفًا مسلطًا على الرقاب وخطرًا يهدد الأمن والسلم الداخلي، فالكفاءة بلا وطنية كالسيف الحاد في يد القاتل، قد يؤدي وظيفته ببراعة، لكنه يوجهها نحو الهلاك.، والتاريخ يزخر بشواهد تنير هذه الحقيقة بوضوح صارخ.

ففي الجنوب مثالا حيا ونموذج فريد في القيادة، حيث لم يكن الشيخ علاء بن أحمد محمد سرور الحوشبي بحاجة إلى ركام من الشهادات العلمية والمؤهلات الدراسية ليعيد حضارة وأمحاد أمة عريقة إلى الواجهة ويقود مرحلة مهمة من تاريخ بلاد الحواشب، فقد كان ولايزال سلاحه الأقوى هو الإخلاص الوطني، الذي مكّنه من إعادة إحياء تاريخ الحواشب المندثر وتأسيس حلف قبلي قوي وصلب رغم شح الإمكانات وغياب الدعم.

سار سليل الأسرة الحاكمة القاضي الشيخ علاء بن أحمد محمد سرور الحوشبي بحنكة وبصيرة ثاقبة على ذات الدرب الذي سلكه آبائه واجداده كبراء وسلاطين سلطنة الحواشب العظماء، حيث انطلق اليوم من نقطة الصفر ليؤسس نواة لكيان جامع يحتوي أبناء الحواشب قاطبة باسم حلف قبائل الحواشب، متكئًا على أرث حضاري عريق ومتعاظم وتاريخ طويل من الإنجازات والبطولات.

يسير الشيخ علاء الحوشبي، اليوم وبفضل الوطنية المتجذرة في وجدانه بخطى ثابته وواثقه ومدروسة نحو الإرتقاء بالحواشب وإعادة مكانتهم المرموقة بين الأمم من جديد ليكتب اسمه باحرف من نور في سجل قادة العالم العظماء الذين سخروا جهودهم لخدمة بلدانهم وصنعوا مجدًا مشرقًا وعظيمًا لشعوبهم وأوطانهم بالإخلاص والتفاني والتضحية.

إن الوطنية هي أس القيادة الحقيقية، فهي القوة الخلاقة الصانعة للمجد، والضمانة الأكيدة للنجاح والبوصلة الأخلاقية التي توجه كل كفاءة وكل خبرة نحو الهدف الأسمى في خدمة الوطن والشعب، فبالوطنية تُبنى الأوطان الشامخة، ويتصنع الشعوب القوية، ويتخلَق الامجاد العظيمة.

وكما يقول الفيلسوف الإيرلندي إدموند بيرك: "كل ما هو مطلوب لانتصار الشر هو أن يقف الرجال الأخيار مكتوفي الأيدي"، ونحن نقول: كل ما هو مطلوب لانهيار الأمم هو أن يتولى قيادتها من لا يمتلكون حسًا وطنيًا وإخلاصًا حقيقيًا، فمصيبتنا كعرب تكمن في أننا نمتلك الكفاءة العالية في شتى المجالات، ولكننا نعاني من أزمة خانقة في الوطنية، هذه الأزمة هي المدمر الصامت الذي نخر في بناء أمتنا وشتت جهودها.

ونحن اليوم في جنوبنا الحبيب أكثر من أي وقت مضى بحاجة ماسة، إلى قادة أفذاذ وطنيين ومخلصين من أمثال القاضي الشيخ علاء بن سرور الحوشبي، لأن السمة التي يحملها هذا الرجل لا تُدرَّس في الجامعات كمهارة، بل هي قيم وأخلاق ومبادئ ومُثُل زرعت في وجدانه منذ نعومة أظافره وصقلتها تجارب حياته المليئة بالبذل والعطاء والفداء والتضحية.

والحكمة البليغة هنا تكمن في أن الوطنية ليست قطعة قماش تُلَف حول الجسد أو شعار يرفع في السماء أو قلادة تلف على السوار، إنما هي نبض يتدفق في القلب يدفع نحو العمل الصادق، وعندما تجتمع الوطنية مع المؤهل والكفاءة، يصبح القائد إعصار خير ومنظومة عطاء متجذر وهو ما يتجلى في شخصية الشيخ علاء بن أحمد محمد سرور الحوشبي يحفظه الله ويرعاه.