السابع من أكتوبر يوم استتثنائي في التاريخ الحديث

سلام عليكم بما صبرتم ..فنعم الرجال أنتم

لم يكن تاريخ السابع من أكتوبر (2023م ) يوماً اعتيادياً......بل كان يوماً مفصلياً في التاريخ الحديث.

ذلك ما أكدته الأحداث ، وهذا ما سطره الواقع ، وما دوَّنته الوقائع ، وما شهد له العدو قبل الصديق .

  كثير من الجهلة والخبثاء ، يظنون أنّ

 أحداث ذلك اليوم كانت نزوة عابرة ، أوتصرفاً متهوراً ، أوعملاً ارتجالياً ، او هروباً إلى الأمام من قبل قادة حماس دون بصيرة .

لكن الحقيقة غير ذلك بتاتاً .

فأحداث السابع من أكتوبر ....أثبتت أنَّ هناك قادة واعين لما اقدموا عليه ، وأنَّ هناك رجالاً أعدوا لذلك اليوم عدته ، وأنَّ هناك مفكرين خططوا ونظموا ، ورتبوا ، وجهزوا وحسبوا لكل شيء حسابه .

وهذا ما أكده شهيد طوفان الاقصى يحيى السنوار حيث قال وبكل وضوح :

سنجعل ( النتن ياهو) يلعن اليوم الذي ولدته فيه أمه ، وسنحشر إسرائيل بين خيارين لا ثالث لهما....

إما الإذعان للقرارات الدولية ، والرضوخ لمطالب الشعب الفلسطيني ، وإما أن تّحَاصَرُ بعزلة دولية .

تلك هي الرؤيا التي على أساسها انطلق الطوفان ، وهذه هي الخطة التي بنوا على أساسها كل تحركاتهم .

وها هي اسرائيل تفضَّل الخيار الثاني ، وهاهي اليوم تعيش عزلة دولية حقيقية ، وها هم قادتها مُلَاحقُون من قبل المحاكم الدولية ، بل وَيُرْمَونَ بالاحذية في كثير من الدول .

وها هم رجال المقاومة لا تزال أياديهم على الزناد إلى هذه اللحظة ، وها هم يديرون المعركة بكل اقتدار وعلى جميع جبهات المواجهة ( العسكرية والإعلامية ، والسياسية ، والتفاوضية ، والأمنية ، والإغاثية ) ..

بل وأصبحوا اليوم نداً لنظام الإستكبار العالمي.

ويكفيهم شرفاً شهادة المجرم ( ترامب ) حيث قال : { ننتظر رد حماس } وقد حبس العالم أنفاسه لساعات طوااااال منتظر ماذا سيقول ( قادة حماس ) .

وهي ليست دولة ، وليست حكومة ، ولا هي جمهورية ...

وإنما هي جماعة مقاومة نفضت غبار الذل وقررت المواجهة العسكرية لنظام الإستكبار العالمي بمفردها .

فنالت هذه المكانة ، وحازت هذا الشرف ، وأحدثت ذلك الحراك العالمي غير المسبوق، على مستوى الشعوب ، وعلى المستوى الرسمي ، حتى أصبحت غزة أيقونة الأحرار ، وملهمة الثوار ، وحديث السمار .

فأحداث أكتوبر نقلت الحركة من جماعة صغيرة محاصرة إلى نِدِِ عنيد ، وإلى مقاوم صنديد ، وإلى فكر رشيد .

وأدرك قادتها أنَّ السياسة ليست فن الممكن وحسب كما يسميها هنري كيسنجر ، ولكن أضافوا لها قيمة جديدة ، ومفهومأ آخر تمثل بالواقعية الإيمانية والتي هي عبارة عن صمود عقائدي فريد ممزوج ببراغامتية سياسية رشيدة.

لذلك استغلوا كل الوسائل التي تخدم مشروعهم بذكاء متميز ، وبدهاء حاد ، وببراعة نادرة .

ففطنوا إلى أهمية الإعلام..... فكان سلاحاً فتاكاً لا يقل أهمية في ميدان الصراع عن الصواريخ 

والقنابل .

ونظروا إلى التفاوض باعتباره جولة من جوالات الصراع وليس ضعفاً ، فأفردوا له أدواته ، وأعده له رجاله ، وجهزوا له عتاده ، وأناخوا له جماله .

لقد كان يوم السابع من أكتوبر يوم العبور إلى المجد التليد ، كسروا من خلاله شوكة اليهود ، وأعلنوا فيه انتهاء زمن العربدة دون حساب ، وعلمونا أنَّ إعداد الرجال هو الأهم في ميزان الصراع ، وأكدوا لنا أنَّ الظروف مهما حطمتك ، وطحنت عظامك.... أن تصنع منها لبنات متينة لتشييد الصرح الجديد .

وأرسلوا لنا رسائل مفادها { إياك أن تتقمص دور الضحية وتستسلم بل أنفض غبار الذل واستعد طاقتك من جديد } .

وأكدوا لنا أنَّ حسن الظن بالله ، والتوكل عليه بصدق ....هو أمضى سلاحاً في مقارعة الظلم ، 

وفي محاربة الأعداء ، وفي مواجة الباطل .

إنَّه طوفان الأقصى تحرك بعنف ....

فكشف سوأة اليهود ، وأبان مواطن ضعفهم ، وحطم أسطورة جيشهم ، وبدد أحلامهم ، وشتت شملهم ، ومزغ نسيجهم الإجتماعي ، 

وأفقدهم الثقة ببعضهم البعض .

، وفي الوقت نفسه أخرج الحيات والعقارب المتدثرة بغطاء الوطنية ، والمقاومة ، والممانعة ، وأشاح اللثام عن المتصهينين ، والمطبعين ، والتمخاذلين ، والمنبطحين .

إنَّه طوفان الأقصى ...

تفجر ليواصل طريقه حتى غايته ومبتغاه .

‌‌