القضايا البيئية و مسارات التفاوض من أجل بناء السلام في اليمن
أصبحت الآن القضايا البيئية في اليمن تطرح على طاولة التفاوض بقوة أكثر من أي وقت سابق لأنها أصبحت واقع حال ملح على جميع الأطراف ومن وجهة نظر خاصة بي اعتبر أن القضايا البيئية هي ((النار تحت الرماد)) والسبب في ذلك يعود للآتي:-
١- لا يستطيع الخوض في المواضيع البيئية بجميع تفرعاتها الا من هو ممارس ودارس ويقدر أن يفرق بين القضايا التي تحتاج إلى تدخلات حكومية والتي تحتاج الى دعم دولي أو محلي والتي تحتاج إلى تفاوض أو عدالة انتقالية لمعالجة الضرر و تعويض المتضرر ومحاسبة المتسبب.
٢- الإدارة البيئية تركز بدرجة أساسية على إدارة الموارد الطبيعية واستدامتها وخلق توازن بين الاستخراج و الاستخدام ومدى القدرة على استدامتها لسنوات طويلة مع تطبيق إجراءات صارمة لعمليات الاستخراج والاستخدام لمنع أي تلوث يهدد الإنسان أو البيئة بشكل عام وهذا ما لم يتم عمله في بلادنا خلال الفترات السابقة أو الحالية وهذا مما خلق واقع يحتاج إلى حلول جذرية و اذا استمر هذا الوضع فإن المعاناة ستستمر لسنوات وقد يخلق نزاعات اخرى وهذا ما قلناه إن القضايا البيئية تعبر عن ((النار تحت الرماد)).
٣- محدودية المفاوضين المتخصصين ذات الكفاءة في القدرة على التفاوض البيئي والربط بينها وبين المسارات التفاوضية الأخرى ،بحيث يستطيع المفاوض في تطويع المعرفة على طاولة المفاوضات ومعرفة ماهي النقاط التي يجب أن تطرح وماهي النقاط التي يجب ألا تطرح والقدرة على الخروج بمكاسب تحافظ على المصلحة العامة ومنع أي تدهور مستقبلاً للنظام البيئي.
٤- محدودية المعلومات وضعف الشفافية في الأنشطة التي تمس النظام البيئي جعل الدخول في النقاشات البيئية يمشي في حلقات مغلقة وصعبة مع تكرار طرح القضايا بنفس المسارات.
٥- عدم تمثيل المتضررين في النقاشات ومعرفة الاضرار التي وقعت بهم جعل البعض يتاجر بمعانتهم فبعض ممن يحضر النقاشات أو الندوات يحاول الحصول على المعلومات لاستعراضها أو الاستعراض بها ، ولكنها في الأصل هي متاجرة بمعانات الاخرين.
فالقضايا البيئية والنقاشات فيها تحتاج إلى فهم عميق في التخصص مع الممارسة العملية والقدرة على الربط بين الجانب البيئي والسياسي والاقتصادي والاجتماعي ولا بد من معرفة ماذا نريد أن نناقش وماهي المخرجات المراد تحقيقها ، ويكون المسار البيئي مرتبط مع بقية المسارات من البداية إلى النهاية والا سنعمل في إطار الحلقات المغلقة الفارغة مع استمرار الصراع.