الذكرى الرابعة لاستشهاد الإعلامي والشاعر أحمد بوصالح (رحمة الله تغشاه)

لم ننتظر أكتوبر ليأتي و يذكرنا به ، في واقع الأمر لم ننساه يوماً ، رغم مرور أربعة سنوات من يوم استشهاد السكرتير الصحفي لمحافظ عدن الإعلامي والأديب أحمد بوصالح الذي طالته ايادي الغدر والخيانة بعمل إرهابي جبان ، ورفاقه ، رحمة الله تغشاهم ، إلا أنه يعيش معنا في كل تفاصيل حياتنا .. كيف لا وهو من كان معلمنا وملهمنا وقدوتنا وسندنا العظيم في هذة الحياة ..؟! 

انما الذكرى السنوية تأتي كموعد لإعلان تجديد الوفاء من قبل الأحبة والأصدقاء ومن رافقوا وزاملوا الشهيد أبوهاني رحمة الله تغشاه ، في حياته وهم كثر .

الجمعة العاشر من أكتوبر 2025م. تحل علينا الذكرى السنوية ( الرابعة ) ومعها رأينا ولمسنا وفاء يتجدد ، وصداقة تصان ، ومحبة تستمر ، واخلاص يتجلى من ذو المعادن الأصيلة ولو بالكلمة ، فقد كان الشهيد أبوهاني حصيفاً وذكياً وحكيماً في تكوين علاقاته مع من حوله ، ورحيله أظهر المعدن الأصيل للكثير من الأصدقاء والأحبة والزملاء التي انعكست علاقتهم بنا وبأولاده ..فكانوا سنداً حقيقي من بعده. 

تحل علينا الذكرى ( الرابعة ) كموعد لتجديد وتمديد الألم الذي يعصر قلوبنا على فراق من كان يتسم بشخصية متفردة ، كأب قدوة ، وأخ وسند حقيقي ، وكأستاذ جمع بين موهبة الكتابة الإعلامية والشعر ، مما جعله واحداً من أبرز رموز الاعلام والثقافة الشبوانية والوطنية منذ بداياته و حتى رحيله .

لطالما كان الشهيد ابوهاني مميزاً باسلوبه الفريد ، فمثّل لنا ولازال يمثل مصدر فخر بما ترك لنا من سمعة طيبة ، وعلاقات ثمينة ، بالإضافة إلى تركه إرثاً ثرياً من الأعمال الإبداعية التي ستظل خالدة في ذاكرتنا وذاكرة كل من عرفه وذاكرة الأجيال القادمة. 

كان رحمة الله عليه ، حريصاً في كل الظروف حتى تلك الصعبة منها بأن يمثل صوت البسطأ ، مراعياً قضايا المجتمع ومعبّراً عن هموم المواطن و الوطن ، من خلال مواقفه الثابته والداعمة للقضايا العادلة ، وتلك حقيقة تعكسها كتاباته وتناولاته الاعلامية وقصائدة الشعرية التي كانت تشكل مرآة تعكس آلام وآمال البسطأ والمظلومين في المجتمع مما جعله يتبوأ مكانه رفيعة في قلوب الناس ويترك أثراً طيباً في نفوسهم .. وهذا مصدر فخرنا في قدوتنا  . 

 نفخر دائماً وأبداً عندما نجد بصماته الايجابية ذات أثر وتأثير في المجتمع ، وهذا مانلمسه من خلال المحبة والاحترام والتقدير الكبير من قبل كل من عرفه فقد كأن مثالاً للانسان البسيط والمتواضع ، وقدوة للكثير من شباب وكوادر المحافظة ممن لم يبخل عليهم يوماً بالنصح والإرشاد والأخذ بأيديهم نحو دروب النجاح والتألق والشهرة . 

إن الألم لفقده يمزق ويعتصر قلوبنا ، لكنه يجدد فخرنا به ويشد من عزيمتنا على مواصلة رحلة الحياة على دربه .. نسأل من الله له الرحمة والمغفرة.