المهرة تُغنّي بلغتها.. ومهرجان الآداب يُجدّد الفخر بالهوية المهرية

المهرة تُغنّي بلغتها.. ومهرجان الآداب يُجدّد الفخر بالهوية المهرية

المهرة ( أبين الآن) مازن الشعبي

في أجواءٍ غمرتها مشاعر الفخر والاعتزاز بالهوية، احتضنت قاعة كلية الآداب والعلوم الإنسانية والاجتماعية بجامعة المهرة مهرجانًا ثقافيًّا وفنيًّا مهيبًا احتفاءً بـ يوم اللغة المهرية، تحت رعاية كريمة من جامعة المهرة ممثلةً برئيسها الدكتور أنور محمد كلشات، وعميد الكلية العميد الدكتور عبدالكريم رعدان.

جاءت هذه الفعالية لتجسّد مكانة اللغة المهرية كأحد أبرز الرموز الثقافية والتاريخية التي تعبّر عن هوية الإنسان المهري وعمق جذوره الحضارية الممتدة عبر القرون.

وشهد المهرجان حضورًا واسعًا من قيادات الجامعة وأعضاء الهيئة التدريسية والطلبة، يتقدمهم العميد الدكتور عبدالكريم رعدان، والأستاذ محمد جعفر نائب مركز اللغة المهرية للدراسات والبحوث، والدكتور مرتضى مصنوم نائب عميد شؤون الطلاب، والدكتور عادل باسدس والدكتور عادل النهاري نائب شؤون الطلاب، إلى جانب جمعٍ من الأكاديميين والمهتمين بالشأن الثقافي.

افتُتح الحفل بكلمة ترحيبية ألقتها المقدمة المتميزة شمس عمر، التي تألّقت في تقديم فقرات المهرجان بأسلوبٍ لغويٍّ راقٍ وعباراتٍ تنبض حبًّا بالمهرة ولغتها الأصيلة، فأسرت الحضور بإلقائها المتقن وحضورها البهي.

وقد تنوّعت فقرات الحفل بين العروض الفنية، والقصائد الشعرية، والمقاطع الغنائية التراثية التي أبدع في أدائها طلاب الكلية، مجسّدين من خلالها جمال اللغة المهرية وثراءها اللغوي والفني، ومبرزين ما تحمله من مفرداتٍ ومعانٍ تعبّر عن الكرم والشهامة والارتباط بالأرض والهوية.

وفي كلمته، عبّر عميد الكلية الدكتور عبدالكريم رعدان عن سعادته الكبيرة بإقامة هذا المهرجان الذي يحتفي بجوهر الأصالة، مؤكدًا أن اللغة المهرية ليست مجرد وسيلة تواصل، بل ذاكرة تاريخية وإنسانية تحفظ هوية أبناء المهرة جيلاً بعد جيل. وأشاد بدور الجامعة في رعاية الفعاليات الثقافية التي تكرّس الوعي بأهمية التراث اللغوي المحلي ودعم الجهود البحثية للحفاظ على اللغة المهرية من الاندثار.

من جانبها، قدّمت المتحدثة والمقدمة شمس عمر تصريحًا عبّرت فيه عن فخرها بالمشاركة في هذا الحدث، قائلة:


"اللغة المهرية ليست مجرد لهجة محلية، بل قنديلٌ من قناديل الحضارة اليمنية، تضيء تاريخنا وتروي حكاياتنا منذ آلاف السنين. نحتفي بها اليوم لأنها هويةٌ ناطقةٌ بالانتماء، وجسرٌ يصل الماضي بالحاضر، وسنظل نحافظ عليها جيلاً بعد جيل، فهي ذاكرتنا الحيّة وكنزنا الثقافي الذي لا يقدّر بثمن."

وأضافت أن هذا اليوم ليس مجرد احتفال، بل رسالة تؤكد أن أبناء المهرة أوفياء لإرثهم اللغوي والثقافي، وأن جامعة المهرة تبرهن من خلال فعالياتها على اهتمامها الحقيقي بالموروث اللغوي كجزء من الهوية الوطنية الجامعة.

ونال المهرجان إعجاب الحاضرين الذين أشادوا بحسن التنظيم وجمال الأداء وتنوّع الفقرات، معتبرين أن هذه الفعالية خطوة مهمة في سبيل إحياء اللغة المهرية وتعزيز حضورها الأكاديمي والثقافي.

وفي ختام المهرجان، جرى تكريم المشاركين والمبدعين في الحفل، وسط أجواءٍ من البهجة والتفاعل الإيجابي، لتُختتم الفعالية بتأكيد الجميع على أن اللغة المهرية ستظل نبراسًا للأصالة، وصوتًا يعكس روح المهرة وهويتها العريقة.