راتب مبتور وولادة معسّرة.. حكومة في غرفة الإنعاش

 بقلم/ علي هادي الأصحري

تشبه حكومتنا تلك المرأة الحامل بأربعة توائم طال انتظارهم، وكل من حولها يترقب لحظة الولادة. وبعد طول عناء، ووسط دعوات الصابرين، خرج الطفل الأول، لكن المفاجأة أنه خرج مشوّهًا مبتور الأطراف، لا يقوى على الحياة.

ذلك الطفل لم يكن سوى راتب الشهر المنتظر، الذي جاء منقوصًا ومقصوص الأجنحة، بعدما اقتطع القادة نصفه دون رحمة، تاركين الأفراد يتجرّعون خيبة الانتظار وثقل الديون.

أما التوائم الثلاثة الباقون، فلا نعلم: أحياء هم أم موتى؟
هل هم مكتملو الخلقة؟ أم ملتصقو الأجساد؟ أم أنهم ينتظرون الخروج بنفس العجز؟
الولادة متعثّرة، والعملية تبدو مستحيلة، بينما أطباء الحكومة يواصلون اجتماعاتهم العقيمة، يتبادلون القرارات كأنها مسكنات، دون اكتراث بسلامة الأم (الوطن) أو أمل الأسرة (الشعب) التي تترقب النهاية.

الخوف كل الخوف، أن تخرج بقية الرواتب كما خرج أولها، مشوّهة ناقصة بلا روح، أو أن نفقد الأم في غفلة من الجميع، بينما السادة المسؤولون لا يعنيهم سوى مصالحهم، غير مبالين بألمها ولا بصراخ أطفالها.

هكذا أصبح حالنا مع حكومة لا تحترم صبر الناس، ولا تدرك أن للانتظار حدودًا، وأن العدل ليس منحة، بل حقٌّ يُنتزع.

فهل ستنجح العملية؟
أم أننا بانتظار إعلان وفاة ما تبقّى من الأمل؟