عبدالله مهدي سعيد… حين يكون النضال خُلُقاً، والقيادة موقفاً، والوطن قدَراً
في مراحل التحوّل الكبرى من عمر الأوطان، تتمايز القامات، وتنكشف الحقائق، فلا يبقى في الواجهة إلا من صمد حين تراجع الآخرون، وثبت حين تلوّنت المواقف. في زمنٍ ازدحمت فيه الأقنعة، واشتدّ فيه غبار المصالح، يبرز رجال لا تصنعهم الصدفة ولا ترفعهم الشعارات، بل يصوغهم الإخلاص، ويمنحهم الوطن شرعية الحضور. ومن بين هؤلاء يلمع اسم المناضل الوطني الجسور عبدالله مهدي سعيد، بوصفه نموذجاً لقائدٍ جمع بين شجاعة الميدان، وحكمة الموقف، ونبل الأخلاق، ليبقى النضال عنده رسالة، والقيادة مسؤولية، والوطن قضية لا تقبل المساومة.
المناضل الوطني الجسور عبدالله مهدي سعيد، رئيس المجلس الانتقالي الجنوبي بمحافظة الضالع… اسمٌ إذا ذُكر اقترن بالثبات، وإذا حضر حضر معه الموقف، وإذا تحدّث أنصت له العقل قبل الأذن.
هو ليس اسماً عابراً في سجل النضال، بل صفحة ناصعة كُتبت بالحبر والدم، بالصبر والموقف، بالثبات حين تراجع كثيرون، وبالشجاعة حين اختار غيره السلامة.
رجلٌ إذا ذُكر الوطن انتصب في داخله المقاتل، وإذا ذُكر الشعب استيقظ فيه الضمير، وإذا نادى الواجب كان في الصفوف الأولى، دون ضجيج، ودون ادّعاء، ودون انتظار تصفيق.
هو المقاتل الذي عرف ميادين المواجهة، لا ليصنع من الحرب بطولة شخصية، بل ليحمي وطنه، ويدافع عن كرامتة، ويصون حقاً.
وهو المناضل الذي أدرك أن المعركة ليست بندقية فقط، بل وعيٌ يُحصّن، وأخلاق تُجسَّد، وموقفٌ صلب لا ينحني مهما اشتدّت العواصف.
ما يميّزه حقاً أن قوته لم تُلغِ إنسانيته، وأن صلابته لم تُطفئ ابتسامته.
شخصٌ مرح، قريب من الناس، هادئ الطبع، عميق الرؤية، يعرف كيف يستمع أكثر مما يتكلم، ويزرع الطمأنينة حيثما حضر، ويجعل من بساطته جسراً يصل به إلى القلوب قبل المواقع، وإلى الثقة قبل المناصب.
أخلاقه العالية ليست شعاراً يُرفع في المناسبات، بل سلوكٌ يوميّ، وممارسة صادقة، وانعكاسٌ لتربية وطنية صلبة.
وتواضعه القيادي حكمة .
يعرف أن القيادة الحقيقية تُقاس بقدرتك على احتواء الناس قبل قيادتهم، وبقربك منهم لا بعلوّ صوتك عليهم، وبصدقك معهم لا بكثرة وعودك.
هو قائدٌ حين تستدعي المرحلة القيادة،
وأخٌ حين يحتاج الناس إلى الأخوّة،
ومقاتلٌ حين يُفرض القتال دفاعاً عن الأرض والهوية والكرامة.
في حضوره تشعر أن النضال يمكن أن يكون نقياً، وأن السياسة يمكن أن تكون أخلاقية، وأن القوة الحقيقية يمكن أن تسكن قلباً رحيماً، وعقلاً متزناً، وروحاً صادقة.
سلامٌ على الضالع وهي تنجب مثل هذا الرجل، وسلامٌ على وطنٍ ما زال بخير ما دام فيه رجالٌ من طينة عبدالله مهدي سعيد.
تحية تقدير وإجلال لرجلٍ لم تغيّره المواقع، ولم تُفسده المسؤولية، وبقي كما عرفه الناس دائماً:
شجاعاً… مناضلاً… وطنياً… وقائداً متواضعاً بحجم وطن.


