بيان مؤتمر الشباب في تعز

تعز( أبين الآن) خاص
تعز... من قلب الحصار تولد الدولة من جديد
يا أبناء تعز الأحرار،
يا شباب اليمن الذين لم يخذلوا الحلم يوما
من مدينة الصمود والجراح، المدينة التي تواجه الحصار منذ ما يقارب عقدًا من الزمن، تقف تعز اليوم على مفترقٍ وطنيٍ حاسم، وطوال عقد كامل من الحرب والحصار الذي تفرضه عصابة الحوثي لم تنكسر إرادة الناس، بل شكلت دافعاً وطنيا واصرارا على المقاومة وخوض معركة اليمنيين من أجل استعادة دولتهم وكرامتهم وإنهاء مشروع الإمامة والاستبداد.
لقد كانت تعز دائما جبهة متقدمة في معارك الجمهورية، ومن وهج ثورتي سبتمبر وأكتوبر إلى مقاومة الانقلاب الحوثي، كانت عنوان للتضحية والإصرار على حماية مشروع الدولة. واليوم تؤكد تعز أنها مستمرة في هذا الدور.
إن جريمة اغتيال افتـهان المشهري كانت بمثابة جرس إنذارٍ جديد على خطورة عجز مؤسسات الدولة في الاستجابة للتحديات والاختلالات والتراخي تجاه الجرائم والفساد، وهي امتحانٌ أخلاقي وسياسي للسلطة المحلية والأجهزة الأمنية والعسكرية والسلطة القضائية.
لقد تابعنا بإيجابية اللقاء الذي جمع رئيس مجلس القيادة الرئاسي الدكتور رشاد العليمي بلجنة المصالحة، وزيارة وزير الدفاع إلى المدينة، ونرى فيهما إشارات جيدة، لكننا لا نزال نرى أن الأولوية هي لتحرير المحافظة بالكامل كخطوة مهمة، وتوفير الخدمات الأساسية، وتعزيز التكامل بين مؤسسات الدولة والمجتمع. إن دعم واصلاح وتعزيز وتطوير مؤسسة القضاء والأجهزة الأمنية، تشكل ضرورة لإبقاء تعز يقظة في مواجهة الانقلاب ومشروع الإمامة، وشرطاً حاسما لاستكمال معركة التحرير وانجاز مشروع الدولة.
من هذا المنطلق نرجو أن تكون زيارة وزير الدفاع الفريق الركن محسن الداعري إلى تعز خطوة أولى في معالجة القصور وضبط الاختلالات، كما نطالبه بضرورة دعم قدرات الجيش تسوية رواتب الجنود وانتظام صرفها ومنحهم الدعم والتقدير اللائق بعظمة تضحياتهم والمهمة الوطنية الكبيرة على عاتقهم، ونطالب الحكومة القيام بمسؤوليتها في تغطية موارد الجيش وتسليحه ووتأمين تغذية الجنود وايجاد الية وطنية لعلاج الجرحى كون تعز تشكل مسرح عمليات عسكرية تواجه العدو الحوثي على أكثر من ثلاثين جبهة عسكرية.
ما نريده اليوم هو التفاتة حقيقية من مجلس القيادة والحكومة لايلاء تعز أهتمام بالغ وسرعة معالجة القصور في اداء السلطات وضبط الاختلالات أمام المخاطر وانفاذ القانون للحفاظ على السلم الإجتماعي.
إن مشروعنا في مؤتمر الشباب هو امتدادٌ لثورة سبتمبر وأكتوبر، وامتدادٌ للمقاومة التي بادرت للدفاع عن الجمهورية، وهو نداء إلى وعيٍ وطنيٍ يتجاوز الأنانية والضغائن السياسية والحسابات التي لا ترتقي إلى مستوى مواجهة التهديدات الخطيرة، ويحترم التطلعات الشعبية بوصفها مصدر الشرعية.
من هذا المنطلق، فإننا في مؤتمر الشباب في تعز نؤكد على ما يلي:
1. اجراء اصلاحات واسعة في مؤسسات الدولة وتعزيز قدرات الجيش والأمن بما يضمن كسر الحصار الحوثي المفروض على تعز واستكمال معركة التحرير والكرامة ضد عصابة الحوثي
2. الاستجابة السريعة للمطالبة الشعبية والتعامل بمسؤولية تجاه الغضب الشعبي وعدم ترحيل القضايا والتعامل بحزم مع بقية المطلوبين أمنيا وتحقيق العدالة للضحايا.
3. ندعو اللجنة الرئاسية المكلفة بمعالجة وضع الممتلكات العامة والخاصة لاطلاع الرأي العام على نتائج أعمال اللجنة وسرعة استكمال المعالجات للقضايا المتبقية
4.حلّ جذري لملف الجرحى والشهداء وإيجاد آلية معالجة وطنية، باعتبارها مسؤولية دستورية وقانونية والتزاما وطنيا وأخلاقيا لا يحتمل المساومة أو الإهمال.
5. توفير الخدمات الأساسية من ماء وكهرباء وصحة وتعليم، كأولوية لا تقل أهمية عن المعركة العسكرية، ولن تنجز معركة التحرير بدونها.
6. بناء شراكة حقيقية على أسس تحمّل مسؤولية معركة التحرير بالتزامن مع مواجهة الاختلالات وتداعياتها الخطيرة وإدارة مؤسسات الدولة بما يلبي تحقيق تطلعات الناس وفتح تواصل مشترك بين تعز والمناطق المحررة بما يضمن صمودها في وجه المخاطر وتعزيز دورها الوطني.
7. نؤكد في مؤتمر الشباب على استمرارنا في الدور الشعبي والرقابي ضمن التزامنا تجاه المعركة الوطنية وبناء الدولة وندعو السلطة المحلية لتحمل مسؤولياتها الكاملة تجاه المعركة والالتزام بالشفافية المطلوبة في إدارة وتحصيل وانفاق الموارد العامة، وتوفير الخدمات العامة، والتعامل بمسؤولية تجاه ما تطرح من مبادرات ومقترحات مجتمعية قد تسهم في تعزيز دور مؤسسات الدولة.