أخطار تواجه مشروع الدولة الجنوبية

استعادة الدولة الجنوبية تتطلب مجموعة واسعة من المتطلبات الأساسية: سياسية واقتصادية واجتماعية وأمنية، علاوة عن تكاتف جهود الجميع، والالتفاف حول قيادة موحدة، إلا أن هناك تحديات تقف عائقا في وجه جهود استعادة الدولة، من ضمنها ثلاثة أخطار رئيسية تواجه الجنوب حاضرا ومستقبلا، أولها الوجود الحوثي على طول حدود الجنوب، وهو خطر يستمر على المدى القصير كأقصى حد، وينتهي بمجرد ترسيم الحدود بين الجنوب والشمال، وعقد تفاهمات واتفاقيات حدودية بين الطرفين. 

الخطر الثاني ويتمثل في ما يمكن أن تمثله جماعات الإسلام السياسي، التي تتواجد اليوم على الساحة المحلية الجنوبية، الساعية لبسط مشروعها السياسي على الجغرافيا الجنوبية، وإقامة دولتها وفق رؤيتها الضيقة، وهذا التهديد يتزامن مع استعادة الدولة الجنوبية، وهو تهديد قد يستمر على المدى المتوسط، ويزول بتفكيك هذه الجماعات. 

الخطر الثالث ويتمثل في الفساد والمحسوبية والشللية، التي أضحت تنخر ما تبقى من جسد الدولة، وتشكل عائقا حقيقيا لجهود بناء الدولة العادلة التي يتطلع لها الجميع، هذا الخطر قد يستمر على المدى البعيد، والتخلص من تداعياته يتطلب جهودا جبارة، تتمثل في تعزيز الشفافية والمساءلة ومكافحة الفساد، وإصلاح القوانين والتشريعات الحالية، وتفعيل قانون العزل السياسي، وتقنين معايير التعيين والاختيار، لاختيار أكفأ القيادات المدنية والعسكرية.