اليمن.. حرب وجوع وفساد

بقلم: حسين السليماني الحنشي

 اليمن، البلد الذي مزقته الحروب والجوع والفساد، يعاني من أزمة إنسانية حادة.
وزادت حدة المعاناة بسبب الفساد في السلطات الحاكمة، حيث توقف دفع الرواتب الحكومية لفترات يصعب مقارنتها مع الدول الفاشلة.
مما أثر بشكل مباشر على حياة الملايين من الناس الذين يعيشون تحت خط الفقر.
إن الفساد في السلطات الحاكمة هو أحد الأسباب الرئيسية لهذه الأزمة.
جماعة الحوثي، التي تسيطر على العاصمة صنعاء، تستخدم الرواتب كأداة للسيطرة على الشعب.
والحكومة المعترف بها دولياً، التي تتخذ من عدن مقراً لها، عاجزة عن دفع الرواتب بسبب الفساد المنتشر فيها، وليست أزمة اقتصادية فحسب.
إلى جانب الحرب التي أدت إلى تدهور الوضع الإنساني، فإن الملايين من الناس اليوم يعانون من الجوع والمرض، والكثير منهم فقدوا منازلهم بسبب الحرب العبثية التي فرضت على الشعب.
إن الأطفال هم الأكثر تضرراً أيضاً من هذه المسرحيات الهزيلة التي تقام على هذه البلاد، حيث يعاني الكثير من سوء التغذية والمرض، وانخرط آخرون في صفوف المقاتلين، وتركوا الدراسة نتيجة للواقع المعيشي للشعب، مما تم استغلالهم...
إن الفساد في السلطة إلى جانب داعميه هو أحد الأسباب الرئيسية لهذه الأزمة.
إن المسؤولين الحكوميين الذين يقع عليهم واجب خدمة الشعب، ابتعدوا عنه، وجعلوا من مناصبهم في السلطة وسيلة لاستغلال الإدارات الحكومية لتحقيق مكاسب شخصية، بينما يعاني الشعب من الفقر والجوع.
إن المجتمع الدولي، للأسف، هو من يدير الأزمات ويعمل على إطالتها، ولا يسعى إلى فرض الحلول التي يقف خلفها باعترافه بالحكومة الشرعية الممثل الشرعي لليمن، بل يأتي بقيادات خالية من العلم والمعرفة والوطنية.
ولم يسعَ مجلس الأمن الدولي إلى فرض عقوبات على المسؤولين عن الفساد في البلاد.
وهذا دليل واضح على التخادم بينه وبين السلطات المحلية.
وأصبحت اليمن بلاد الجوع والعطش والأمراض والفساد!