هشاشة نفسية أم هشاشة معرفية
أبين الآن /خاص
كتب/صلاح العياشي
بودكاست هش.. تابعت بودكاست “فاصلة منقوطة“ الذي جمع “أسامة غاوجي“ مع “محمود أبو عادي“ بعد توصيات مررت بها في وسائل الإعلام الاجتماعي، وإشادات كثيرة متكررة من زملاء وأصدقاء!
لكني وعلى الحقيقة لم أجد في الحلقة ما يقال عنه جديدًا بالنسبة لي؛ وكذا بالنسبة لمن قرأ كتاب “الهشاشة النفسية“ لـ إسماعيل عرفة، -حفظه الله- حيث عَقد الكاتب للمسألة فصولًا وأبوابًا، وناقشها باستفاضة جميلة ومبهجة، تجعلك تحيط بالأمر من جميع جوانبه! لا تجد مثلها في الحلقة، بل ولا عُشرها، كذلك كان الكتاب يَطرح المشكلة ويدل القارئ لحلها، وهذا ما لا تجده في الحلقة، التي كانت عبارة عن استعراض للمصطلحات العلمية، واستذكار العلماء الغرببين وفلاسفتهم الملعونين :)
لذلك أسميت تلك الحلقة بـ “الهشة“ فما عُرض فيها هشٌ وعادي، وعودًا للمقارنة بين الحلقة والكتاب المذكور آنفًا فإنه يحسن بنا الإشادة بما أورده المؤلف حيث حرص الكاتب على مسألة التأصيل الإسلامي والهواياتي المقرون بالتوعية المجتمعية داخل الكتاب، فلا تجد للغة الإنجليزية مكان دون ما فرضته الضرورة العلمية، بخلاف حلقة “أبو عادي “بطولة ما بعد طولة“ الذي كانت مدججة بالمصطلحات الأجنبية، والكلمات الإنجليزية، بل إنني لا أبالغ إن قلت؛ أنك واجدٌ في كل جملة عربية كلمة إنجليزية، لدرجة أنه تحدث بلغة الجمع فقال (We) بدلاً عن نحن، أيضًا جل الاقتباسات التي قامت عليها الحلقة لكتاب وفلاسفة غربيين، وكأنه لا يوجد من ناقشها سواهم، وكم تمنيت أن أسمع استدلالًا ولو واحدًا لكاتبٍ روسي، أو صيني، أو أي كاتب آخر خارج دائرة الغرب وثقافتهم، تماشيًا مع قولهم أن العلم عالمي، لكن الثقافة الغالبة غالبة! ليتأكد بذلك القول أن العالمانية باتت سلوكًا مجتمعيًا غاية في العمق، لم يخلو منه المحاور وضيفه.
لكن هذا لا ينفي وجود الفائدة داخل الحلقة، حيث كانت بمثابة مدخل معرفي لمعضلة الهشاشة النفسية (إعلاء قيمة الضعف) فالمتحاوران استطاعا باحترافية مليحة بسط الكثير من المعلومات الهامة والقيمة، وفي حلقة لم تتجاوز الساعتين وهذا يحسب لهم.