السودان والدول العربية المنكوبة: خيانة الداخل وتمزيق الأوطان
بقلم: علي هادي الأصحري
في ظل الأزمات المتلاحقة التي تعصف بالعالم العربي يبرز السودان كأحد أبرز الأمثلة على التدهور الناتج عن الصراعات الداخلية والتدخلات الخارجية. فمنذ اندلاع النزاع بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع يعيش الشعب السوداني مأساة إنسانية حقيقية حيث قُتل عشرات الآلاف وشُرّد الملايين وتعرضت البنية التحتية للدمار الشامل.
إن ما يحدث في السودان ليس مجرد صراع على السلطة بل هو نتيجة لخيانة بعض أبناء الوطن الذين فضلوا مصالحهم الشخصية على مصلحة البلاد. فقد تحولت قوات الدعم السريع من قوة يفترض بها حماية الوطن إلى ميليشيا تزرع الرعب والدمار مستغلة الفراغ السياسي لتحقيق أهدافها الخاصة.
لم تكن التدخلات الخارجية بعيدة عن المشهد السوداني حيث تسعى بعض الدول إلى تحقيق مصالحها على حساب استقرار السودان. فقد دعت الولايات المتحدة والسعودية والإمارات ومصر إلى هدنة إنسانية لمدة ثلاثة أشهر كخطوة أولى نحو وقف دائم لإطلاق النار وإنهاء النزاع بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع.
إن التجربة السودانية تُظهر بوضوح أن الخلافات الداخلية والتدخلات الخارجية لا تؤدي إلا إلى الدمار والمعاناة. لذا يجب على الشعوب العربية أن تتوحد وتضع مصلحة الوطن فوق كل اعتبار وأن تتصدى لكل من يسعى إلى تمزيق أوطانها من الداخل أو الخارج.
رغم المآسي التي يعيشها السودان فإن الأمل في التغيير لا يزال قائماً. فبإرادة الشعب ووحدته يمكن تجاوز هذه المحنة وبناء مستقبل أفضل. لكن ذلك يتطلب وقفة جادة لمحاسبة كل من خان الوطن والعمل على تحقيق العدالة والمساواة بعيداً عن المصالح الضيقة والأجندات الخارجية.


