مستشفى الأمير محمد بن سلمان : يضيء طريق الرعاية الصحية ويعيد الأمل
بقلم : د. مرسي أحمد عبدالله
في مدينة عدن التي عانت طويلًا من ويلات الحرب ، ظهر بصيص من الأمل يضيء سماء عدن . لم يعد هذا الأمل مجرد حلم ، بل أصبح حقيقة ملموسة تُجسدها جدران مستشفى الأمير محمد بن سلمان الذي يمثل نقطة تحول جوهرية في المشهد الطبي بالمدينة .
إن هذا المشروع ليس مجرد إعادة إحياء مستشفى ، بل هو رمز لإعادة إحياء قطاع حيوي تعرض للإهمال والدمار . يأتي المستشفى في وقتٍ حرج ، حيث يفتقر المواطنون إلى أبسط الخدمات الطبية المتخصصة ، مما يُجبرهم على السفر إلى الخارج بحثًا عن العلاج ، وهو ما يُكبد الأسر أعباءً مادية ونفسية هائلة .
وما يميز هذا الصرح الطبي ليس فقط حجمه ، بل تجهيزاته الحديثة التي تواكب أحدث المعايير العالمية . من غرف العمليات المجهزة بأحدث التقنيات ، إلى الأقسام المتخصصة مثل الطوارئ والعناية المركزة ، وصولًا إلى العيادات الخارجية المتكاملة ؛ يهدف المستشفى إلى تقديم رعاية صحية شاملة ومتكاملة للمرضى .
إن وجود هذا المستشفى يُعدّ خطوة استراتيجية نحو بناء نظام صحي مستدام في عدن . فهو لن يُخفف الضغط على المرافق الطبية الأخرى فحسب ، بل سيُساهم أيضًا في تدريب الكوادر الطبية المحلية وتطوير مهاراتهم ، مما يخلق جيلًا جديدًا من الأطباء والممرضين القادرين على تلبية احتياجات المجتمع .
مع كل مريض يُعالج وكل عملية جراحية تُجرى بنجاح داخل هذا المستشفى ، يزداد الأمل في قلوب سكان عدن . هذا المستشفى هو أكثر من مجرد منشأة طبية ؛ إنه رسالة بأن الحياة في عدن تستحق أن تُعاش ، وأن مستقبل الرعاية الصحية في المدينة يبدو أكثر إشراقًا من أي وقت مضى .
جزيل الشكر للمملكة العربية السعودية ، والبرنامج السعودي لتنمية وإعمار اليمن ، وإدارة المستشفى .