رحلتي إلى ردفان
بقلم:عادل عياش
في صباحٍ مشبعٍ برائحة التاريخ شددتُ الرحال إلى مديريه ردفان تلك الأرض التي لا تكتفي بأن تكون جغرافيا بل تصرّ أن تكون ذاكرة وطن ووهج ثورة ردفان شرارة الثورة التي ألهبت القلوب هنا في سفوح جبالها انطلقت أولى صيحات الحرية حين قرر القائد الجسور راجي بن غالب لبوزة أن يكتب بدمه أول سطر في ملحمة التحرر لم تكن ردفان مجرد نقطة انطلاق بل كانت الشعلة التي أضاءت دروب النضال في جنوب اليمن وأيقظت في كل قلبٍ حلمًا بالكرامة والسيادة
في كل زاوية من ردفان تشعر أن الأرض تتحدث عن القادة الشرفاء الذين لم يساوموا ولم ينحنوا بل حملوا راية الوطن فوق أكتافهم وساروا بها نحو الشمس رجالٌ من معدنٍ نادر، لا يصدأ في وجه الريح ولا يلين أمام العواصف ردفان جمالٌ يليق بالأسطورة لكن ردفان ليست فقط ثورة إنها أيضًا لوحةٌ من الجمال الطبيعي جبالها الشامخة تلامس السماء وسهولها الخضراء تهمس للريح بأغاني الأمل في المساء حين تغرب الشمس خلف قممها يتحول الأفق إلى قصيدةٍ من ذهب وكأن الطبيعة تحتفل بتاريخها المجيد
أهل ردفان بكرمهم وطيبتهم يجعلونك تشعر أنك بين أهلك في مجالسهم تُروى الحكايات وتُنسج الأساطير وتُحفظ الذاكرة في عيونهم ترى الكبرياء وفي كلماتهم تسمع صدى الثورة
ردفان اليوم عهد جديد على خطى المجد رغم التحديات تظل ردفان وفيةً لعهدها شبابها يحملون راية الأمل ويواصلون السير على درب من سبقهم المدارس المزارع الأسواق كلها تنبض بالحياة وكأنها تقول نحن هنا وسنظل هنا ما دام فينا نفس يتنفس الحرية


